فانظر كيف يتنكب المتطفلون عن المنهج
القرآني والعلمي؟ وانظر إلى عدم تفرقتهم بين القياس في أحكام الشريعة المنهيّ عنه
، لعدم إحراز علة الحكم التي بنى الشارع عليها حكمه ، وبين القياس في مجال
المعقولات الذي لا شبهة فيه.
وهكذا نخلص إلى القول أنّ أصحاب هذا
المنهج التشكيكي ليس بأيديهم حجة ولا برهان ، ولا يملكون سندأ علميّاً أو تاريخيأ
مقبولأ ومنطقيأ في نفيهم وتشكيكاتهم ، وإنما هي مجرد ظنون وأوهام ، أو افتراضات
وحدوس تتهاوى أمام الأدلة والبراهين المتينة ، الروائية والتاريخية والعقلية كما
سطّرها وحققها المثبتون لولادة الإمام المهدي عليهالسلام
واستمرار وجوده الشريف المبارك.
ولا يضير ذلك ما أحيطت به روايات ولادته
التي اختلفت من بعض الوجوه ، ومحاولة هذا النفر استغلا لها بصورة غير أمينةٍ ولا دقيقة
للتشويش على أصل الموضوع ، وهو ولادة الحجة ابن الحسن محمد المهدي عليهالسلام ، وقد ثبت من الطريق الاعتيادي الذي
تثبت به الولادات ، وهو شهادة القابلة حكيمة بنت الإمام الجواد ، وعمة الإمام
العسكري ، وصحّة الرواية عنها بأسانيد معتبرة صحيحة [١].
وإذا كان هناك من نقل روايات أُخرى سواء
في زواج الإمام أبي محمد الحسن العسكري من ( نرجس ) أمّ الإمام المهدي عليهالسلام أم في اسمها ، أم في ولادة المهدي وما
جرى ولابس تلك الولادة المباركة ، أم في الاختلاف في تاريخ الولادة « فإن المشهور
على ما نقلة الثقات من الشيعة والسنّة ، هو ولادته سنة ٢٥٥ هـ في الخامس عشر من
شعبان ، وأنّ أُمّه هي ( نرجس ) وكانت جارية عند إحدى
[١] أصول الكافي :
الجزء الأول ـ كتاب الحجة ، وراجع إثبات الوصية / المسعودي : ص ٢١٩.