ويقول أتباع ابن تيمية ، والمدّعون
لحرمة المواسم والمراسم : « البدعة وهي ما حدثت بعد القرون الثلاثة مذمومة مطلقا »
[٢] وتقدم تكرار
المانعين لقولهم : إن ذلك لم يكن في القرون الثلاثة الأولى التي هي خير القرون ،
ومعنى ذلك هو ان ما حدث في القرون الثلاثة الأولى لا يكون مذموما بل هو مقبول عند
هؤلاء .. وعليه فنقول :
قد تقدم : أنّ بني أمية وهم في القرن
الأول (!!) قد اتخذوا يوم عاشوراء عيداً ..
أمّا غيرهم .. فقد اتخذوه يوم حزنٍ ،
وأسىً ، وعزاءٍ.
وعلى هذا .. فقد انعقد الإجماع المركب
من السلف ، على موسمية يوم عاشوراء ـ وحسب زعم هؤلاء القائلين بعصمة الإجماع ـ فلابد
من قبولهم بكونه موسماً ، ولا يجوز لهم إحداث قول ثالث فيه.
وقد تقدم الكلام في ذلك ، فلا نعيد.
تاسعاً
: أعياد أخرى في القرون الثلاثة الاولى
هذا .. وإذا كان ما يحدث في القرون
الثلاثة الأولى ، ليس من البدع المذمومة ، وإذا كانوا يحتجون للمنع عن المواسم
والمراسم بأنها لم تكن في تلك القرون ..
فإنّ معنى ذلك هو أنّ كل ما كان في تلك
القرون يكون شرعياً ومقبولاً ، ويمكن ذكر أمور كثيرة كانت آنئذٍ ، ونكتفي هنا بذكر
الأعياد التالية :
[١]
راجع : سنن ابن ماجة / ج ١ / ص ٣٤٩ ، ٣٤٨ ، وسنن أبي داود / ج ١ / ص ٢٨٣ و ٢٨٢ ،
والترغيب والترهيب / ج ١ / ص ٤٩٨ ، والمنتقى / ج ٢ / ص ١٢ و ١١ ، ومجمع الزوائد /
ج ٢ / ص ١٧١ فما بعدها ، والسنن الكبرى للبيهقي / ج ٣ / أبواب الجمعة.