اسم الکتاب : المهدي المنتظر في الفكر الإسلامي المؤلف : مركز الرسالة الجزء : 1 صفحة : 53
من علامات ظهور
المهدي في سائر عصورهم.
وأما عن حديث الترمذي فقد وصفه ابن كثير
بأنّه حديث غريب ثم قال : « وهذه الرايات السود ليست هي التي أقبل بها أبو مسلم
الخراساني فاستلب بها دولة بني أُمية في سنة ثنتين وثلاثين ومائة ، بل رايات سود
أُخر تأتي بصحبة المهدي .. والمقصود أن المهدي الممدوح الموعود بوجوده في آخر
الزمان يكون أصل خروجه وظهوره من ناحية المشرق » [١].
أقول
: لا يبعد استغلال دعاة العباسيين لمثل هذه
الاحاديث ترويجاً لأمرهم ، كما يدل عليه وضعهم لاحاديث صريحة في هذا المعنى كما
سنقف عليه في هذا البحث ، وإلاّ فمن الصعب جداً إنكار حديث الرايات السود الذي لا
يدل على أكثر من خروج الجيش المؤيد للمهدي من جهة المشرق ، لروايته بطرق كثيرة
صحّح الحاكم بعضها على شرط البخاري ومسلم [٢].
ثانياً : الأحاديث
المصرّحة بهذا المعنى :
١
ـ حديث : « المهدي من ولد العباس عمي »
فقد أورده السيوطي في الجامع الصغير ، وقال : « حديث ضعيف » [٣] وقال المناوي الشافعي في فيض القدير : «
رواه الدارقطني في الافراد. قال ابن الجوزي : فيه محمد بن الوليد المقري ، قال ابن
عدي يضع الحديث ويصله ويسرق ويقلب الأسانيد والمتون. وقال ابن أبي معشر : هو كذاب
، وقال السمهودي : ما