اسم الکتاب : المهدي المنتظر في الفكر الإسلامي المؤلف : مركز الرسالة الجزء : 1 صفحة : 176
أفهامنا القاصرة
وعقولنا المحدودة. فأمّا من لايطيق من المسلمين الالتزام بالمعجزة في طول عمر الإمام
والفوائد المترتبة على وجوده ـ مع كونه غائباً ـ وجب عليه تصحيح اعتقاده من الاصل
وفي ضوء الأدلة من العقل والنقل.
وعلى هذا الاساس أيضاً لا يمكننا قبول
الافتراض الآخر ، لأن المفروض أن الأدلة قادتنا إلى استحالة ( خلو الأرض من حجّةٍ
لله ولو آناً واحداً ) ، وبعد الايمان بذلك ـ سواء علمنا بشيء من الحكم في ذلك ، ممّا
جاء في الكتب العلمية المفصّلة في الباب أو لم نعلم ـ فلا مناص من القول بوجود
الإمام منذ ولادته ، وأنّه لا مجال لفرض الافتراض الآخر أبداً.
السؤال الرابع : كيف الاستفادة من الإمام الغائب ؟
وأخيراً هناك سؤال ربما يدور في
الاَذهان ، وهو : إذا كان الإمام المهدي كذلك ، فما هي الفائدة بالنسبة للاُمة ، وهو
غائبٌ مستور ، متوارٍ عن الأنظار ؟!
والجواب :
إنَّ الذي يحقق ويدقق في هذه المسألة ، يجب
أن يضع في حسابه أولاً الروايات والأخبار الصحيحة التي تتحدث عن ظهوره الذي سيكون
بصورةٍ مفاجئة وسريعة ، أو على حدِّ لسان بعض الروايات « بغتة ». أي دون تحديد زمن
مخصوص أو وقتٍ معيّن ، وهذا يترتّب عليه ترقب كل جيلٍ من أجيال المسلمين لظهوره
المبارك. إنَّ المتأمل لهذه المسألة سوف لا يصعب عليه أن يكتشف فوائد ومزايا جمةً
تتعلق بالاُمّة المرحومة ، منها :
١
ـ إنَّ ذلك يدعو كلّ مؤمن إلى أن يكون
على حالةٍ من الاستقامة على الشريعة ، والتقيّد بأوامرها ونواهيها ، والابتعاد عن
ظلم الآخرين ، أو غصب حقوقهم ، وذلك لأن ظهور الإمام المهدي ـ الذي سيكون مفاجئاً
ـ
اسم الکتاب : المهدي المنتظر في الفكر الإسلامي المؤلف : مركز الرسالة الجزء : 1 صفحة : 176