responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المهدي المنتظر في الفكر الإسلامي المؤلف : مركز الرسالة    الجزء : 1  صفحة : 169

منهم من الاستغراب أوّل مرّة سوف لا يبقى على حالته وقوّته في المرة الخامسة ، بل يضعف جداً الى أنْ يزول.

وهكذا نقول في مسألتنا ، فإنَّ القرآن قد أخبر : أن نوحاً عليه‌السلام لبثَ في قومه ألف سنةٍ إلاّ خمسين عاماً ، وهذا غير عمره قبل النبوّة ! وأن عيسى عليه‌السلام لم يمت وإنما رفعه الله إليه كما في قوله تعالى : ( وَقَوْلِهِمْ إنّا قَتَلْنَا المسيحَ عيسى ابنَ مريمَ رسولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وما صَلَبُوه وَلَكِنْ شُبِّه لَهُمْ وإِنّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فيهِ لَفي شَكٍّ مِنْهُ مَالَهُم بِهِ من عِلْمٍ إلاّ اتباع الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً ، بَل رَفَعَهُ اللهُ إليهِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكيماً ) [١].

وأيضاً فقد جاء في روايات الصحيحين ( البخاري ومسلم ) أنّه سينزل إلى الأرض ، وكذلك جاء فيهما أن الدجال موجود حي [٢].

وعليه فعندما تتحدث الروايات الصحيحة ويشهد الشهود ، وتتوالى الاعترافات بوجود ( المهدي ) من عترة الرسول الأكرم ، من ولد فاطمة ، نجل الحسن العسكري الذي ولد سنة ( ٢٥٥ ه‌ ) ، فسوف لا يبقى عند ذلك وجه للاستغراب والانكار إلا عناداً واستكباراً.

وقد جاء في تفسير الرازي : « قال بعض الأطباء : العمر الإنساني لا يزيد على مائة وعشرين سنة ، والآية تدلّ على خلاف قولهم ، والعقل يوافقها ، فإنَّ البقاء على التركيب الذي في الإنسان ممكن لذاته وإلاّ لما بقى ، ودوام تأثير المؤثر فيه ممكن ؛ لأن المؤثر فيه إنْ كان واجب الوجود فظاهر الدوام ، وإن كان غيره فله مؤثر ، وينتهي الى الواجب وهو دائم ، فتأثيره


[١] النساء : ٤ / ١٥٧ ـ ١٥٨.

[٢] فصلنا الحديث عن أحاديث نزول عيسى وأحاديث خروج الدجال في الصحيحين ( البخاري ومسلم ) وذكرنا من اعتبرها عقيدة ثابتة لأهل السنة مع تصريحهم ببقاء الدجال حياً إلى آخر الزمان وان عيسى عليه‌السلام سينزل في آخر الزمان ليساعد الإمام المهدي عليه‌السلام على قتله ، راجع الفصل الثالث ( التذرع بخلو الصحيحين من أحاديث المهدي ).

اسم الکتاب : المهدي المنتظر في الفكر الإسلامي المؤلف : مركز الرسالة    الجزء : 1  صفحة : 169
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست