وهذا الجواب غير مَرْضيّ ؛ لأنّ عقلاء شيعته لا يجوز أن يخفى عليهم ما في إظهار اجتماعهم معه من الضرر عليه وعليهم ، فكيف يخبرون بذلك مع العلم بما فيه من المضرّة الشاملة ؟! و إنْ جاز هذا الذي ذكروه على الواحد والاثنين ، لم يجز على جماعة شيعته الذين لا يظهر لهم.
على أنّ هذه العلّة توجب أنّ شيعته قد عُدموا الانتفاع به على وجه لا يتمكّنون من تلافيه وإزالته :
لأنّه إذا علّق الاستتار بما يعلم من حالهم أنّهم يفعلونه ، فليس في مقدورهم الآن ما [٩٤] يقتضي ظهور الإمام ، وهذا يقتضي سقوط التكليف ـ الذي الإمام لطفٌ فيه ـ عنهم.
[ الجواب عن اعتراض المصنِّف ]
وقد أجاب بعضهم عن هذا السؤال بأنّ سبب الغَيْبة عن الجميع هو فعل الأعداء ؛ لأنّ انتفاع جماعة الرعيّة ـ من وليٍّ وعدوٍّ ـ بالإمام إنّما يكون بأن ينفذ أمرُه وتنبسط يدُه ، ويكون ظاهراً متصرِّفاً بلا دافع ولا منازع ،
[٩٣] في « أ » : إلى. وهو غلطٌ. [٩٤] كا ن في « أ » : ممّا. وفي « ج » : بما. وما أثبتناه هو الأنسب للسياق من « الغَيْبة » للطوسي ـ ص ٩٧ ـ.