اسم الکتاب : المعاد يوم القيامة المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 84
١ ـ إن الله سبحانه بكلّ شيء عليم ، وهو
بعلمه الواسع والمحيط بكلّ الممكنات ، يعلم كلّ ذرات الكون ، ومنها أجزاء
الآكل والمأكول ، فيجمعها بحكمته الشاملة وقدرته الكاملة ، وينفخ فيها
الروح ، مهما أصابها من التحوّل أو الفناء أو النقص ، قال تعالى : (
قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ )[١] ، وقال
تعالى في حكاية شبهة المنكرين وجوابهم : ( أَإِذَا مِتْنَا
وَكُنَّا تُرَابًا ذَٰلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ *
قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ )[٢] ، وقال
تعالى : ( قَالَ فَمَا بَالُ
الْقُرُونِ الْأُولَىٰ * قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى )[٣].
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام في وصف النشور : «
حتى إذا تصرّمت الاُمور ، وتقضّت الدهور ، وأزف النشور ، أخرجهم من ضرائح
القبور ، وأوكار الطيور ، وأوجرة السباع ، ومطارح المهالك ، سراعاً إلى
أمره ، مهطعين إلى معاده ... »[٤] ، فدلّ على أنّهم سيُبعثون وإن
افترستهم السباع أو أكلتهم الطيور.
٢ ـ جاء في الحديث عن الإمام الصادق عليهالسلام أنه قال : «
إنّ إبراهيم عليهالسلام
نظر إلى جيفةٍ على ساحل البحر تأكلها سباع البرّ وسباع البحر ، ثم تحمل السباع بعضها على بعضٍ ، فتأكل بعضها بعضاً ، فتعجب إبراهيم عليهالسلام فقال : يا (
رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ) ؟ فقال الله تعالى : (
أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ