responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المعاد يوم القيامة المؤلف : الكعبي، علي موسى    الجزء : 1  صفحة : 77

إليه [١] ، وعليه جعلوا المعاد وما يتعلّق به من شأن الروح وحدها التي لا يعتريها الفناء.

وهذا القول لا تساعده ظواهر آيات القرآن الكريم وصحيح سنة المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الدالّة على إعادة الإنسان ببدنه يوم القيامة ، والقائلون بالروحاني من بعض فلاسفة المسلمين ، اعتبروا الثواب والعقاب هو التذاذ النفس أو تألمها باللذات أو الآلام العقلية أو الروحية بعد مفارقتها البدن ، وحاولوا تأويل ظواهر الأدلّة الشرعية حتىٰ تنطبق على أسسهم العقلية ، فتكلّفوا في تأويل الآيات القرآنية الكثيرة الدالة على النعيم والعذاب الحسّيين اللذين يتعرض لهما الإنسان في الجنة والنار ، حيث اعتبروهما من باب التمثيل الحسّي للنعيم والعذاب الروحاني أو العقلي ، تقريباً لأذهان عامة الناس الذين تستهويهم الاُمور الحسيّة دون المعاني العقلية ، ليكون ذلك باعثاً لهم على الانقياد والطاعة.

وقد اشتهر عن الشيخ الرئيس ابن سينا أنه ينكر المعاد الجسماني ويقول بالمعاد الروحاني [٢] حتى أن الغزالي كفّر ابن سينا وبعض الفلاسفة في ( تهافت الفلاسفة ) لانكارهم المعاد الجسماني [٣].

والحق أنه لم يتعرّض ابن سينا في كتبه المعروفة لإنكار البعث الجسماني صراحة ، بل نجده في ( الشفاء ) وهو أكبر كتبه ، يعترف بالبعث الجسماني


[١]الأسفار / صدر المتألهين ٩ : ١٦٥ ، شرح المواقف / الجرجاني ٨ : ٢٩٨ ـ ٣٠٠.

[٢]راجع : الأضحوية في المعاد / ابن سينا : ١٢٦ ـ المؤسسة الجامعية ـ بيروت.

[٣]تهافت الفلاسفة / الغزالي : ٢٣٥ ـ ٢٥٣ ـ بيروت ـ ١٩٣٧.

اسم الکتاب : المعاد يوم القيامة المؤلف : الكعبي، علي موسى    الجزء : 1  صفحة : 77
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست