اسم الکتاب : المعاد يوم القيامة المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 65
يكون لا محالة
مطابقاً لها ، فيكون مجرداً لتجردها ، فمحله ـ وهو النفس ـ يجب أن يكون كذلك ، لاستحالة حلول المجرد في المادي.
٢ ـ الماديات قابلة للقسمة ، وعارض
النفس ـ وهو العلم ـ غير منقسم ، فمحلّه ـ وهو النفس ـ لا بد أن يكون كذلك ،
ثمّ إن محلّ العلوم الكلية لو كان جسماً أو جسمانياً لانقسمت تلك العلوم ،
لأن الحالّ في المنقسم منقسم ، وانقسام العلوم والمفاهيم الذهنية مستحيل.
٣ ـ إن النفوس البشرية تقوى على أفعال
وإدراكات لا تتناهى ، كتعقّل الأعداد غير المتناهية ، والقوة الجسمانية لا تقوى على ما لا يتناهى ، فهي إذن غيرها.
٤ ـ لو كان وعاء العلم هو الدماغ أو
غيره من آلات التعقّل ، لكانت كلّ معلومةٍ تضاف إليه تشغل حيزاً منه ،
ولأصبحت القابلية العلمية للانسان متناهية ؛ لأن قابلية المادة على استيعاب
المعلومات محدودة كالصحيفة التي تمتلئ بالكتابة ، أو القرص الذي يمتلئ
بالصوت أو الصورة ، وذلك يعني أن الانسان لو سمح له عمره أن يستوفي كل
وعائه العلمي ، فسيصل إلى مرحلة يفقد فيها استعداده للتعلم ، وذلك محال.
قال أمير المؤمنين عليهالسلام : «
كل وعاء يضيق بما جُعل فيه ، إلّا وعاء العلم فإنه يتّسع به »[١] فسعة وعاء العلم بمقدار العلم ذاته ،
فوعاؤه إذن غير مادي.
٥ ـ العلم البديهي حاصله أن في ذات
الانسان حقيقة ثابتة يشعر بها
[١]نهج البلاغة /
تحقيق صبحي الصالح : ٥٠٥ / الحكمة (٢٠٥).
اسم الکتاب : المعاد يوم القيامة المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 65