اسم الکتاب : المعاد يوم القيامة المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 132
قال : فما معنى الميزان ؟ قال : «
العدل » قال : فما معناه في كتابه (
فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ )[١] ؟ قال : «
فمن رجح عمله »[٢].
ثالثاً ـ الميزان
: هو الحساب ، وثقل الميزان وخفّته كناية عن قلّة الحساب وكثرته ، لما روي عن أمير المؤمنين عليهالسلام
أنّه قال : «
ومعنى قوله : ( فَمَن ثَقُلَتْ
مَوَازِينُهُ )
، ( وَمَنْ خَفَّتْ
مَوَازِينُهُ )
فهو قلة الحساب وكثرته ، والناس يومئذٍ على طبقات ومنازل ، فمنهم من يحاسب
حساباً يسيراً وينقلب إلى أهله مسروراً ، ومنهم الذين يدخلون الجنّة بغير
حساب ، لأنهم لم يتلبّسوا من أمر الدنيا بشيء ، وإنّما الحساب هناك على من
تلبّس هاهنا ، ومنهم من يحاسب على النقير والقطمير ، ويصير إلى عذاب السعير
، ومنهم أئمة الكفر وقادة الضلال ، فاُولئك لا يقيم لهم وزناً ، ولا يعبأ
بهم ، لأنهم لم يعبأوا بأمره ونهيه ، فهم في جنهم خالدون ، تلفح وجوههم
النار ، وهم فيها كالحون »[٣].
رابعاً ـ
الموازين : الأنبياء ، والأوصياء ، لما روي عن الإمام الصادق عليهالسلام
في قوله تعالى : ( وَنَضَعُ
الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ) قال : «
الموازين : الأنبياء والأوصياء »[٤] همعليهمالسلام المعايير التي يعرف
بها الحق والعدل ، ورجحان الأعمال إنما هو بقدر الإيمان بخطّهم ، واعتقاد محبّتهم وطاعتهم ، والاقتداء بهديهم وآثارهم.