اسم الکتاب : الصحابة في القرآن والسنّة والتاريخ المؤلف : مركز الرسالة الجزء : 1 صفحة : 75
الفصل الرابع
الصحابة
في التأريخ
للصحابة الذين آمنوا بالله ورسوله حقّاً
دور كبير في انتصار الإسلام واستمرار وجوده ودوره في قيادة البشرية ، فهم الطليعة
التي واكبت مسيرة الرسول منذ انطلاقها ، فقد آمن به وصدّقه عدد من الصحابة في
مرحلة من أشد المراحل عليه ، حيثُ تكالبت عليه قوى الكفر والشرك والطغيان وطوّقوا
دعوته من كلِّ جانب ،
فلم يجد له ناصراً إلاّ الصفوة من الصحابة ، حيثُ خرجوا عن المألوف من العقائد والأعراف
والتقاليد الجاهلية وانضووا تحت لواء الإسلام وقيادة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم دون أن ينتظروا جزاءاً دنيوياً أو
عرضاً من أعراض الدنيا ، آمنوا بالله وبرسوله إيماناً حقيقياً في وقت كان الإسلام
ضعيفاً تحيطه الاَعداء من كلِّ حدب وصوب ، لا يجدون ناصراً لهم ولا معيناً يساندهم
ويدفع عنهم إلاّ الله ، ولا يجدون القوة التي يواجهون فيها الطغيان سوى قوة الإيمان
بالله ورسوله. فتجاوزوا الواقع الجاهلي ولم يعبئوا بما حولهم من قبائل وشعوب وأمم
غارقة في الجهل والانحراف والرذيلة ، وكان الاَمل بالنصر يراود أفكارهم ومشاعرهم
ليغيّروا الأرض ومن فيها ، ويجعلوا الإسلام في موقعه الريادي في حياة البشرية ،
وتحمّلوا من أجل ذلك أصناف العذاب.
اسم الکتاب : الصحابة في القرآن والسنّة والتاريخ المؤلف : مركز الرسالة الجزء : 1 صفحة : 75