اسم الکتاب : الصحابة في القرآن والسنّة والتاريخ المؤلف : مركز الرسالة الجزء : 1 صفحة : 40
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم معاهدة الصلح في الحديبية ، فدخل الشك
والريب قلوب بعض الصحابة حتى خالفوا أوامر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، فلم يستجيبوا له حينما أمرهم بالحلق والنحر [١]إلاّ
بعد التكرار وقيامه بنفسه بالحلق والنحر ، وهذا يدّل على أنّ لحسن العاقبة دوراً
كبيراً في الحكم على البعض بالعدالة وعدمها ، فرضوان الله تعالى إنّما خصص بالبيعة
، ولا دليل لشموله لجميع المراحل التي تعقب مرحلة البيعة ، فمثلاً أنّ قاتل عمّار
بن ياسر في صفين كان من المبايعين تحت الشجرة [٢].
وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
في عمّار : « قاتِلهُ
وسالبه في النار »[٣]، وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم
: « ويح
عمّار تقتله الفئة الباغية ، عمّار يدعوهم إلى الله ، ويدعونه إلى النّار »[٤].
وصف الله تعالى رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأصحابه بأنّهم أشداء على الكفار رحماء
بينهم ، عرفوا بالركوع والسجود وابتغاء الفضل والرضوان من الله ، ووعد تعالى
المؤمنين منهم والذين عملوا الصالحات مغفرة وأجراً عظيماً.
[١] تاريخ اليعقوبي
٢ : ٥٥. والكامل في التاريخ ٢ : ٢٠٥.