اسم الکتاب : الشفاعة حقيقة إسلاميّة المؤلف : الأسدي، محمد هادي الجزء : 1 صفحة : 49
كثيرة يعيشون في البرزخ ويزورون أهلهم ...
عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمير ، عن حفص بن البختري ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : « إنّ المؤمن ليزور أهله فيرى ما يُحب ويُستر عنه ما يكره ، وانّ الكافر ليزور أهله فيرى ما يكره ويُستر عنه ما يُحب ، ... ومنهم من يزور كل جمعة ، ومنهم من يزور على قدر عمله » [١].
وبعد وضوح كل ذلك ، فما المانع من أن يكون هؤلاء الذين غادروا الحياة الدنيا إلى الحياة الآخرة ، يسمعون ويرون ويدعون الله للذين لم يلحقوا بهم من المؤمنين والشهداء في قضاء حوائجهم (فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ المُؤْمِنِينَ ... )[٢].
وكل ما تقدم يدل دلالة واضحة على أنَّ الإنسان بعد الانتقال من الحياة الدنيا فإنَّه يعيشُ حياة اُخرى ، يرى الكافر فيها العذاب فيتألم ، ويرى المؤمنون فيها النعيم فيفرحون ويستبشرون ، وهكذا يبطلُ زعم القائلين بأنَّ الإنسان إذا مات انقطعت كل أسباب العلاقة بينه وبين الأحياء في الدنيا وهو مذهب القائلين بعدم جواز التوسل بالأموات ، وهو مذهب فاسد كما علمت لأنّه مخالف لصريح القرآن الكريم.
وقبل أن نختم هذا الفصل لا بأس بإيراد رواية صحيحة تروى عن
[١] الكافي ٣ : ٢٣٠ / ١ باب ان الميت يزور أهله. [٢] آل عمران ٣ : ١٧٠ ـ ١٧١.
اسم الکتاب : الشفاعة حقيقة إسلاميّة المؤلف : الأسدي، محمد هادي الجزء : 1 صفحة : 49