اسم الکتاب : الشفاعة حقيقة إسلاميّة المؤلف : الأسدي، محمد هادي الجزء : 1 صفحة : 46
أما فيما يتعلق بالشق الثاني منه ، وهو : هل أنَّ للشفاعة أثراً وفائدة في تحصيل المصالح والمنافع الدنيوية أم لا ؟
فنقول : إنّ الشفاعة تعطي ـ بالاضافة إلى المعاني التي تقدمت في أول البحث ـ معنى الدعاء أيضاً ، فالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عندما يشفع لمؤمن فإنه يدعو الله سبحانه وتعالى ، فقد ذكر السيد العاملي أنَّ « شفاعة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أو غيره عبارة عن دعائهِ الله تعالى لأجل الغير وطلبه منه غفران الذنب وقضاء الحوائج ، فالشفاعة نوع من الدعاء والرجاء. حكى النيسابوري في تفسير قوله تعالى : (مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا)[١] عن مقاتل أنَّه قال : الشفاعة إلى الله إنما هي الدعوة لمسلم ، لما رُوي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : من دعا لأخيه المسلم بظهر الغيب استجيب له وقال له الملك ولكَ مثلُ ذلك » [٢].
وعلى هذا الأساس ، فإنَّ دعاء المؤمن لأخيه المؤمن في حياته في حاجة من حوائج الدنيا أمر مقبول لا غبار عليه ولا مناقشة فيه بعد الذي تقدم ، ولما ورد من الحث على دعاء المؤمنين للمؤمنين : عن ابراهيم بن أبي البلاد رفعه وقال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من سألكم بالله فاعطو ، ومن آتاكم معروفاً فكافوه ، وإن لم تجدوا ما تكافونه فادعوا الله له حتى تظنّوا أنكم قد كافيتموه » [٣].
[١] النساء ٤ : ٨٥. [٢] كشف الارتياب ، للسيد محسن العاملي : ١٩٦. [٣] وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ، للشيخ محمد الحر العاملي ١١ : ٥٣٧ / ٥ كتاب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، أبواب فعل المعروف.
اسم الکتاب : الشفاعة حقيقة إسلاميّة المؤلف : الأسدي، محمد هادي الجزء : 1 صفحة : 46