اسم الکتاب : التنبيه بالمعلوم المؤلف : الشيخ حرّ العاملي الجزء : 1 صفحة : 166
شيء منهما ، ولا فعل
فعلاً حقيقيّاً ، وهذه قرينة قويّة جداً.
وأمّا نسبة إنكار السهو المذكور إلى
الغلاة والمفوّضة ، فلا يدلّ على بطلانه ، فقد عرفت أنّه لا يختصّ بهم
لذهاب عظماء علماء الإماميّة إليه ، ولعلّ الغلاة والمفوّضة يذكرون وقوع
هذه الصورة بالكلّيّة.
أمّا الغلاة فلاعتقادهم أنّه لا يقدر
أحد على منع الرسول صلّى الله عليه وآله والأئمّة عليهم السلام من شيء ، ولا يأمرهم أحد بشيء.
وأمّا المفوّضة فبعضهم يقولون : إنّ
الله فوض أمر الخلق والرزق إلى النبيّ والأئمّة عليهم السلام ، وبعضهم
يقولون : إنّ للعبد قدرة لا يقدر الله أن يسلبه إيّاها ، ولا يمنعه من شيء
من أفعاله وحينئذٍ يستقيم الردّ عليهم بهذه الواقعة ، لأنّها على تقدير
تسليمها ، أمّا أمر من الله ، أو جبر منه ، وهو ينافي اعتقاد الفريقين ،
وإذا حمل على السهو المجازي الظاهري استقام كلام ابن بابويه أيضاً ، وصار
النزاع لفظياً في مجرّد التسمية بالسهو ، فإنّه لا يظهر من كلامه تجويز سهو
حقيقي أصلاً ، وهذا توجيه غير بعيد.
وأمّا الفرق بين العبادة المشتركة والتبليغ
الّذي هو عبادة مختصّة ، فممّا لا يوافقه عليه أحد ، وأكثر الناس لا يفهمون
الفرق ، بل كلّ من ثبت عنده سهوه عليه السلام يتطرّق إلى تجويزه في
التبليغ.
وأمّا على التفسير الّذي فسّرنا به
كلامه ، فيستقيم في ذلك ، لأنّ [١]
فرض الجبر على تبليغ الباطل ، والأمر به محال قطعاً ظاهر البطلان ، مناف للكحمة ، ناقض الغرض.