responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأسرار الفاطميّة المؤلف : الشيخ محمد فاضل المسعودي    الجزء : 1  صفحة : 396

وأيضاً إنّه عليه‌السلام ـ إذا وعكه الحمّى ( وقبل وجعها آلمها ) استعان بالماء البارد ، ثم ينادي حتى يسمع صوته على باب الدار : فاطمة بنت محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

قال العلاّمة المجلسي رحمه‌الله : لعلّ النداء كان استشفاعاً بها صلوات الله عليها للشفاء. قال المحدِّث القمّي : إنّي أحتمل قويّاً كما أنّه أثّر الحمّى في جسده اللطيف كذلك أثّر كتمان حزنه على اُمّه المظلومة في قلبه الشريف ، فكما أنّه يطفي حرارة جسده بالماء ، يطفي لوعة وجده بذكر اسم فاطمة سيّدة النساء ، وذلك مثل ما يظهر من الحزين المهموم من تنفُّس الصعداء ، فإنَّ تأثير مصيبتها صلوات الله عليها على قلوب أولادها الأئمة الأطهار آلم من حزّ الشفار ، وأحرّ من جمرة النار [١].

٢ ـ الصِّدِّيقَة

وهو ثاني الأسماء المباركة لفاطمة الزهراء الذي هو معروف على لسان أهل البيت : ، وقد سماها به الله تبارك وتعالى إجلالاً وإكراماً لمقامها السامي ولما وصلت إليه من التصديق بكل ما اتاه الله ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والصديقة صيغة مبالغة في الصدق والتصديق أي انها سلام الله عليها كثيرة الصدق ، ولقد ورد في كتاب تاج العروس معنى التصديق والصدق حيث قيل ان الصِدِّيق أبلغ من الصدوق ، وقيل : انه الكامل في الصدق الذي يصدق قوله بالعمل ، البار ، الدائم التصديق ، وقيل : انه من لم يكذب قط ، وقيل : من صدق بقوله واعتقاده ، وحقق صدقه بفعله ، وأياً كان منها معنى الصديق فان فاطمة الزهراء سلام الله عليها تنطبق عليها جميع الأقوال فهي سلام الله عليها كانت المداومة على التصديق بما يوجبه الحق جلّ وعلا حيث كانت المصدقة بكل ما أمر الله به وبأنبيائه ولا يدخلها في أي شيء من ذلك أي شكٍ كان وكانت المصداق الأفضل ـ مع أوليائه المعصومين ـ لقوله تعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ ) [٢]. وقوله تعالى : ( مَّا المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ


[١] بيت الأحزان : ١٠٠.

[٢] سورة الحديد : ١٩.

اسم الکتاب : الأسرار الفاطميّة المؤلف : الشيخ محمد فاضل المسعودي    الجزء : 1  صفحة : 396
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست