«
من عرف فاطمة حقّ معرفتها فقد أدرك ليلة القدر وإنما سميت فاطمة لأن الخلق فطموا
عن معرفتها ، ما تكاملت النبوة لنبي حتى أمر بفضلها ومحبّتها وهي الصديقة الكبرى
وعلى معرفتها دارت القرون الأولى » [١].
تعتبر مسألة المعرفة والبحث عن الحقيقة
من المسائل العقائدية المهمة التي تأخذ وتشغل حيزاً كبيراً في العقيدة الإسلامية
والتي لابد من دراستها وتوجيه العقل نحوها لكي يدركها إدراكاً منطقياً عقلائياً ،
فلقد أقدمت المدرسة الشيعية الحقة على وضع الكثير من القضايا العقائدية على طاولة
البحث والتحقيق للوصول إلى المعرفة الحقيقية التي تتمثل في كافة المستويات
العقائدية ، وحسب ما أعتقده فإن أكثر المدارس وأفضلها في تقديم الشروط الصحيحة
واللازمة للوصول للحقيقة هي مدرسة الشيعة الإمامية ، تلك المدرسة التي دعت الناس
إلى التحقيق والتفكير والتفقه والتعقل في عقائدها ومبادئها لكي يصلوا إلى نور
الحقيقة وفهمها والإستضاءة من نورها في كل جوانب الحياة الإنسانية ، فنحن نرى أن
أبسط حركات الإنسان الإرادية يجب أن تكون مدروسة ومسموحاً بها من جانب العقل ، ففي
وصية أمير المؤمنين علي عليهالسلام
لكميل قال :
« يا كميل ما من حركة إلا وأنت محتاج
فيها إلى معرفة ».
وهذا يعني أن الإسلام لا يسمح للإنسان
بالقيام بعمل من دون التحقيق والعلم بصحته ، لكي تكون النتيجة النهائية هي المعرفة
الحقيقية ، فأكثر المؤمنين أفضلية أكثرهم معرفة وإيماناً ، والمعرفة لا تكون إلا بإدراك
القضايا المطروحة ودراستها