اسم الکتاب : الإمامة والقيادة المؤلف : احمد عز الدين الجزء : 1 صفحة : 150
ولأن المسائل السياسية عندنا مبهمة غير
واضحة تقوَّل الأقدمون فيها برأيهم ، كما تقوَّل المحدثون.
ومن هذا نفهم أن المسلمين في حاجة الى
إعادة صياغة فكرهم السياسي أو على الأقل تحديد الأمور الأساسية فيه.
يقول الدكتور طه حسين وهو يناقش الأزمة
الدستورية التي واجهتها الدولة الاسلامية الوليدة فسبب لها ما وقع من انقلاب :
( كان المسلمون في حاجة الى أن ينشئوا
لأنفسهم في حدود القرآن والسنة دستوراً مكتوباً يبين الحدود والإعلام ، يعصمهم من
الفرقة والإختلاف ... فلم يتح للشيخين وأصحابهما من الوقت ولا من الفراغ والدعة
ولا من التطور والإتصال بأسباب الحضارة ما كان من شأنه أن يمكنهم من وضع هذا
النظام ، إنما السبيل على الذين جاؤوا بعدهم فأتيحت لهم السعة والدعة والفراغ ، ولم
يفكروا مع ذلك في أن يضعوا نظاماً لتداول الحكم ولا في أن يضعوا نظاماً يكفل رعاية
العدل السياسي والإجتماعي ، وإنما أهملوا ذلك إهمالاً وآثروا أنفسهم بالحكم والغلب
والاستعلاء ) [١].