اسم الکتاب : الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 69
إذا تبيّن واقع الحال
في القضيتين فهو مضطرّ إلى التلسيم بأنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
لم يؤلّه شيئاً ... فنقول :
أمّا قضيّة إبلاغ سورة براءة :
فيقول القوم إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعث أبابكر إلى مكة أميراً للحاج ، وأمره
أن يقرأ الآيات من سورة البراءة على المشركين في الموسم ، فلمّا خرج أبوبكر بدا لرسول
الله في أمر تبليغ الآيات ، فبعث علياً لتبليغها ، وبقيت أمارة الحج لأبي بكر ، فيكون
قد ولاّه صلىاللهعليهوآلهوسلم شيئاً من
الأمور في حياته ...
قالوا : وإنما أتبع النبي علياً أبابكر
ليأخذ منه الآيات فيبلّغها ، لأنّ الآيات كانت مشتملة على نبذ العهود التي كان
بينه صلىاللهعليهوآلهوسلم وبين المشركين
، ومن عادة العرب في أخذ العهود ونبذها أن يتولاّه الرجل بنفسه أو أحد من بني عمه.
فكلامهم يشتمل على أمور ثلاثة :
الأول : الإقرار بأن علياً عليهالسلام هو الذي أبلغ الآيات بعد أن كان
المأمور بتبليغها أبوبكر.
والثاني : دعوى أنّ أبابكر دخل مكة
وكانت إمارة الحاج في تلك السنة معه.
والثالث : السبب في تبليغ علي الآيات
دون أبي بكر.
فنقول :
من الأفضل أن نذكر أولاً نصوصاً من
الخبر عن عدة من الكتب المعتبرة عند القوم حتى تتضح حقيقة الحال ، ويتبين أن
أصحابنا لا يتكلّمون إلاّ إستناداً إلى أخبارهم :
١ ـ أخرج أحمد بإسناده عن أبي بكر : «
إنّ النبي بعثه ببراءة لأهل مكة ، لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان
ولا يدخل الجنّة إلاّ نفس مسلمة ، من كان بينه وبين رسول الله عهد فأجله إلى مدّته
والله بريء من المشركين
اسم الکتاب : الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 69