اسم الکتاب : الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 444
ما رجع ابن عبّاس
عمّا كان يذهب إليه من إباحتها » [١].
وثالثاً
: إنّ عبّاس كان على خلاف أمير المؤمنين عليهالسلام
في مثل هذه المسألة.
وهذا ممّا لا نصدّقه ، فإبن عبّاس كان
تبعاً لأمير المؤمنين عليهالسلام
لا سيّما في مثل هذه المسألة التي تعدّ من ضروريّات الدين الحنيف.
ولو تنزّلنا عن ذلك ، فهل يصدّق بقاؤه
على رأيه بعد أن بلّغه الإمام عليهالسلام
حكم الله ورسوله في المسألة؟!
كلاّ والله ، ولذا اضطرّ الكذّابون إلى
وضع حديث يحكي رجوعه ... قال ابن تيميّة : « وروي عن ابن عبّاس أنّه رجع عن ذلك
لمّا بلغه حديث النهي » [٢].
لكنّه خبر مكذوب عليه ، قال ابن حجر
العسقلاني عن ابن بطّال : « وروي عنه الرجوع بأسانيد ضعيفة » [٣] ولذا قال ابن كثير : « ... ومع هذا ما
رجع ابن عبّاس عمّا كان يذهب إليه من إباحتها ».
نعم ، لم يرجع ابن عبّاس حتى آخر لحظةٍ
من حياته :
أخرج مسلم عن عروة بن الزبير أنّ عبدالله
بن الزبير قام بمكّة فقال : « إنّ أُناساً أعمى الله قلوبهم ـ كما أعمى أبصارهم ـ
يفتون بالمتعة ، يعرّض برجلٍ. فناداه فقال : إنّك لجلف جاف ، فلعمري لقد كانت
المتعة تفعل في عهد إمام المتّقين ـ يريد رسول الله ـ. فقال له ابن الزبير : فجرّب
بنفسك [٤] ، فوالله
لئن فعلتها لأرجمنّك بأحجارك » [٥].
وابن عبّاس هو الرجل المعرَّض به ، وقد
كان قد كُفّ بصره ، فلذا قال :