اسم الکتاب : الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 348
والتحقيق
:
إنّ القصّة واحدة لا متعدّدة ، فالنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم خرج في تلك الوقعة إلى المسجد ونحّى
أبابكر عن المحراب ، وصلّى بالناس بنفسه وكان هو الإمام وصار أبوبكر ماموماً ...
هذا هو التحقيق بالنظر إلى الوجوه
المذكورة ، وفي متون الأخبار ، وفي تناقضات القوم ، وفي ملابسات القصّة ... ثمّ
وجدنا إمام الشافعيّة يصرّح بهذا الذي انتهينا إليه ... قال ابن حجر :
« صرّح الشافعي بأنّه صلّى الله عليه [
وآله ] وسلّم لم يصل بالناس في مرض موته في المسجد إلاّ مرّة واحدة ، وهي هذه التي
صلّى فيها قاعداً ، وكان أبوبكر فيها أوّلاً إماماً ثمّ صار مأموماً يُسمع الناس
التكبير » [١].
ثمّ إنّ هذا الذي صرّح به الشافعي من
أنّ أبابكر « صار مأموماً يُسمع الناس التكبير » ممّا شقّ على كثيرٍ من القوم
التصريح به ، فجعلوا يتّبعون أهواءهم في رواية الخبر وحكاية الحال ، فانظر إلى
الفرق بين عبارة الشافعي وما جاء مشابهاً لها في بعض الأخبار ، وعبارة من قال :
« فكان أبوبكر يصلّي بصلاة رسول الله
وهو جالس ، وكان الناس يصلّون بصلاة أبي بكر ».
ومن قال :
« فكان أبوبكر يصلّي قائماً ، وكان رسول
الله يصلّي قاعداً ، يقتدي أبوبكر بصلاة رسول الله ، والناس مقتدون بصلاة أبي بكر
».
ومن قال :
« فصلّى قاعداً وأبوبكر يصلّي بالناس ، والناس
خلف أبي بكر ».