اسم الکتاب : الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 337
الجليل له ، ولم
تفتتن بمحبّة الرئاسة وعلوّ المقام ، لكان النبي في تشبيهها بصويحبات يوسف قد وضع
المثل في غير موضعه ، وهو أجلُّ من ذلك ، فإنّه نقص ... وحينئذٍ يثبت أنّ ما قاله
النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إنّما كان
لمخالفة المرأة وتقديمها بالأمر ـ بغير إذن منه صلىاللهعليهوآلهوسلم
ـ لأبيها ، لأنّها مفتونة بمحبّة الاستطاعة والرغبة في تحصيل الفضيلة واختصاصها
وأهلها بالمناقب كما قدّمناه في بيان طرف من أحوالها.
وأمّا ثالثاً : فقد جاء في بعض الأخبار
أنّه لمّا قالت عائشة : « إنّه رجل رقيق فمر عمر » لم يجبها بتلك الكلمة بل قال : «
مروا عمر » [١]
ومنه يظهر أنّ السبب في قوله ذلك لم يكن قولها : « إنّه رجل أسيف ».
وقال النووي بشرح الكلمة :
« أيّ : في التظاهر على ما تردن وكثرة
إلحاحكنّ في طلب ما تردنه وتِملْن إليه ، وفي مراجعة عائشة : جواز مراجعة وليّ
ألأمر على سبيل العرض والمشاورة والإشارة بما يظهر أنّه مصلحة وتكون المراجعة
بعبارة لطيفة ، ومثل هذه المراجعة مراجعة عمر في قوله : لا تبشّرهم فيتّكلوا.
وأشباهه كثيرة مشهورة » [٢].
قلت : وهذا أسخف من سابقه ، وجوابه يظهر
ممّا ذكرنا حوله ، ومن الغريب استشهاده لعمل عائشة بعمل عمر ومعارضته لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في مواقف كثيرة!!
وممّا يؤكّد ما ذكرناه من عدم تماميّة
ما تكلّفوا به في بيان وجه المناسبة ، أنّ بعضهم ـ كابن العربي المالكي ـ التجأ
إلى تحريف الحديث حتّى تتمّ المناسبة ، فإنّه على أساس تحريفه تتمّ بكلّ وضوح ، لكنّ
الكلام في التحريف الذي ارتكبه ... وسنذكر نصّ عبارته فانتظر.