اسم الکتاب : الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 251
أقول :
لم يذكر من الكتاب دليلاً على أفضليّة
أبي بكر إلاّ هذه الآية ، ولو كان غيرها لذكر ... وتماميّة الاستدلال هذا موقوف
على صحة القول بنزولها في أبي بكر ، وفيه :
أوّلاً : إنّه
محلّ خلاف بين أهل السنّة أنفسهم ، فمنهم من حمل الآية على العموم ، ومنهم من قال
بنزولها في قصة أبي الدّحداح وصاحب النخلة [١]
ومن هنا نسب القول بذلك في ( المواقف ) إلى أكثر المفسرين. وثانياً : إنّ القول
بنزول الآية في أبي بكر إنما هو منقول عن آل الزبير ، وانحراف هؤلاء عن أمير
المؤمنين عليهالسلام معروف.
وثالثاً : إنّ سند الخبر عن ابن الزبير غير معتبر قال الحافظ الهيثمي : « وعن
عبدالله بن الزبير قال : نزلت في أبي بكر الصّديق ( وما لأحد عنده من
نعمة تجزى الاّ ابتغاء وجه ربه الاعلى ولسوف يرضى ) رواه الطبراني وفيه : مصعب بن ثابت.
وفيه ضعف » [٢].
وقوله : ( وليس المراد به
علياً ... ) قد تبع فيه شيخه
العضد وهو ـ كما قلنا في جوابه ـ خلط في المعنى ، فإنّ الضمير في « عنده » يرجع
إلى المنعم ، والمعنى : إنّ « الأتقى » موصوف بكونه ليس لأحدٍ من المنعمين عليهم
عند المنعم يد النعمة ، يكون الإنعام منه من باب الجزاء ، فعلي عليهالسلام كان في تصدّقه بخاتمه على السائل في
حال الركوع وكذلك في إطعام اليتيم والمسكين والأسير حيث تزلت سورة هل أتى ، فلم
تكن لهم عليه يد النعمة. وأين هذا من المعنى الذي ذكر؟
قال (٢٩٢)
:
( وأمّا السنّة فقوله عليهالسلام : إقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر
).