اسم الکتاب : الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 137
مولانا أمير
المؤمنين عليهالسلام موقوف على
ثبوت الكلامين عن رسول الله صلىاللهعليهوآله
، إلاّ إنّهما قطعة من حديثٍ طويل نصّ علماء الحديث منهم على ضعفه بل رجّح بعضهم
وضعه ، ولو شئت لنظرت في رجاله ، وذكرت كلمات القوم ، وفصّلت الكلام عليه ، لكنّ
ذلك يخرجنا عن وضع الكتاب ، ويكفيك أن تراجع ( الجامع الصغير وشرحه ) [١].
قوله (٣٧٠)
:
(
فقال عمر في كلّ واحدةٍ من القضيّتين : لو لا علي لهلك عمر ).
أقول :
بل في عشراتٍ من القضايا مثلهما ... فبالله
عليك! لو نصب لك شخص لترجع اليه في المسائل الشرعية التي تبتلي بها يوميّاً لتعمل
على طبق قوله ، فسألته يوماً عن مسألة فقال لا أدري ، ثم سألته في اليوم الثاني عن
أخرى فقال : لا أدري ، ثم سألته بعد ذلك عن ثالثة فقال : لا أدري ... ألا تعترض
على من نصبه وتقول : أيّ عالمٍ هذا؟ وما الفرق بيني وبينه ، وما الّذي رجّحه على
غيره؟
لقد قال عمر ـ غير مرة ـ : « كلّ النّاس
أفقه من عمر حتّى المخّدرات »!!
هذا ، والأعلمية من شرائط الامامة ، وبها
تتحقق الأفضلية كما نصّ عليه كبار العلماء كالتفتازاني ، فالمتصّدي للخلافة
والنيابة عن رسول الله صلىاللهعليهوآله
يجب أن يكون أعلم الامة بجميع ما يحتاج إليه ، وعلى ذلك دلّ الكتاب والسنّة والعقل
، وأمير المؤمنين أعلم الامة في جميع العلوم ويكفي للدّلاة على ذلك مطلقاً حديث (
أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها ).
وقوله عليهالسلام
: « لو كسرت لي الوسادة ... » وإنْ دل على إحاطة علمه بما في الكتب ، لكنّ المقصود
ليس هذا ، بل إثبات إمامته وخلافته بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
بلا فصل ، وأنّه لو أطاعته الأمة ومكّنته لاستفادت الأمم كلّها