اسم الکتاب : الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 104
أصحّ الكتب عندهم
بعدالقرآن؟ وكيف يقال بأنه « من قبيل الآحاد » وقد اشتهر بينهم قطعيّة صدور أحاديث
الكتابين؟ [١]
كيف وقد نصّ على ثبوت هذا الحديث وكثرة طرقه بل وتواتره غير واحدٍ من أكابر القوم؟
... قال ابن عبدالبر : « هو من أثبت الأخبار وأصحّها ، رواه عن النبي : سعد بن أبي
وقاص ـ وطريق حديث سعد فيه كثيرة جداً ، قد ذكره إبن أبي خيثمة وغيره ـ ورواه ابن
عباس وأبو سعيد الخدري وأم سلمة وأسماء بنت عميس وجابر بن عبدالله ، وجماعة يطول
ذكرهم » [٢].
وقد كان على الماتن والشارح أن يجلاً
أنفسهما عن متابعة مثل الآمدي الّذي كان عند الذهبي وغيره من المبتدعة ، وقد نفي
من دمشق لسوء اعتقاده ، وصحّ عنه أنه كان يترك الصلاة [٣].
الجهة
الثانية في دلالة الحديث
قوله
(٣٦٣) : ( أو نقول على تقدير صحته لا عموم له في
المنازل ، بل المراد استخلافه على قومه في قوله : اخلفني في قومي لا ستخلافه على
المدينة ... كيف والظاهر متروك ، أي : وإنْ فرض أنّ الحديث يعمّ المنازل كلّها كان
عامّاً مخصوصاً ، لأن من منازل هارون كونه أخاً نسبيّاً ونبيّاً ، والعام المخصوص
ليس حجة في الباقي أو حجّيته ضعيفة ).
أقول : إنّ طريقة أصحابنا إمامة أمير
المؤمنين عليهالسلام من هذا
الحديث إثبات عموم أفراد المنزلة لهارون ، ثم إثبات أن الإمامة من منازلة عن طريق
استخلافه على بني إسرائيل وعدم العزل عن الخلافة تارةً ، وعن طريق شركته
[١] لاحظ : كلام
الحافظ ابن القيسراني المقدسي في كتاب الجمع بين رجال الصحيحين وكلام النووي
وشارحه السيوطي في تدريب الراوي ، وغيرهما.
[٢] الإستيعاب ترجمة
أمير المؤمنين عليهالسلام
٣/١٠٩٠.