responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل المؤلف : مكي العاملي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 154

و هذا التعريف للحياة إِنما يشير إلى آثار الحياة لا إلى بيان حقيقتها، و هي آثار مشتركة بين أفراد الحي و مع ذلك كلّه نرى البُعدَ الشاسع بين الحياة النباتيّة و الحياة البشريّة. فالنبات الحي يشتمل على الخصائص الأربَع المذكورة، ولكن الحياة في الحيوان تزيد عليها بالحس و الشعور و هذا الكمال الزائد المتمثل في الحسّ و الشعور لا يجعل الحيوان مصدقاً مغايراً للحياة، بل يجعله مصداقاً أكمل لها. كما أَنَّ هناك حياةً أَعلى و أَشرف و هي أَن يمتلك الكائن الحي مضافاً إِلى الخصائص الخمس، خصيصة الإِدراك العلمي و العقلي و المنطقي[1]، و على ذلك فالخصائص الأَربَع قَدْر مشترك بين جميع المراتب الطبيعية و إِن كانت لكل مرتبة من المراتب خصيصة تمتاز بها عما دونها.

وليعلم أَن علماء الطبيعة ذكروا هذا التعريف واكتفوا به لأَنه لم يكن لهم هدف إِلاّ الإِشارة إِلى الحياة الواقعة في مجال بحوثهم. و أما الحياة الموجودة خارج عالم الطبيعة فلم تكن مطروحة لديهم عند اشتغالهم بالبحث عن الطبيعة.

تعريف الحياة بنحو آخر

لا شك أنَّ الحياة النباتية غير الحياة الحيوانية في الكيفية، و هكذا سائر المراتب العليا للحياة. ولكن ذلك لا يجعل الكلمة مشتركاً لفظياً ذا معان متعددة. بل هي مشترك معنوي يطلق بمعنى واحد على جميع المراتب لكن بعملية تطوير و تكامل.

توضيحه: إِن الحياة المادية في النبات و الحيوان و الإِنسان - بما أَنَّه حيوان - تقوم بأَمرين، هما:


[1] و هذا الإِدراك العلمي و المنطقي و العقلي تطوير للحسّ الموجود في الحياة الحيوانية.

اسم الکتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل المؤلف : مكي العاملي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 154
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست