responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل المؤلف : مكي العاملي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 118

البحث عن علمه سبحانه بأفعاله بعد إيجادها و تكوينها فنكتفي في المقام بالبرهانين التاليين:

1ـ علمُه سبحانه فعلُه

إنَّ الأَشياء الخارجية تنتهي في مقام الوجود إلى الله سبحانه و يُعَدُّ الكلُّ معلولا له. و كلُّ معلول حاضر بوجوده العيني عند علته لا يغيب و لا يحجب عنها. و قد عرفت أنَّ حقيقة العلم هو حضور المعلوم لدى العالم.

و بعبارة أخرى: إنَّ كل موجود سواه ممكن، جوهراً كان أوْ عَرَضاً، خارجياً كان أوْ ذهنياً. فالكل مصبوغ بِصبغة الإِمكان، و لا محيص للممكن عن الاستناد إليه. و ليس الاستناد إلاّ الحضور لديه و إحاطته سبحانه به[1].

توضيح هذا الدليل: إنَّ كل ممكن معلول في تحققه لله سبحانه، و ليس للمعلولية معنى سوى تعلق وجود المعلول بعلته و قيامه بها قياماً واقعياً كقيام المعنى الحرفي بالمعنى الإِسمي. فكما أنَّ المعنى الحرفي بكل شؤونه قائم بالمعنى الإِسمي فهكذا المعلول قائم بعلته. و كما أنَّ انقطاع المعنى الحرفي عن الإِسمي يقضي على وجوده، فهكذا انقطاع المعلول عن العلة ينتهي إلى انعدامه.

فإذا قلتَ: «سرتُ من البصرة»، فهناك معنى إسمي و هو السير و البصرة، و معنى حرفي و هو ابتداء السير من ذلك البلد. ولكن المعنى الثاني قائم بالطرفين و لولاهما لما كان له قوام. ومثله المعلول أي الوجود الإِمكاني المفاض، قائم بالمفيض و ليس له واقعية سوى تعلقه بعلته. و إلاّ يلزم استقلاله و هو، مع فرض الإِمكان، خلف.و ما هذا شأنه لا يكون خارجاً عن وجود علته، إذ الخروج عن حيطته يلازم الاستقلال و هو لا يجتمع


[1] كشف المراد، ص 175، بتصرف.

اسم الکتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل المؤلف : مكي العاملي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 118
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست