اسم الکتاب : الأمر بين الأمرين المؤلف : مركز الرسالة الجزء : 1 صفحة : 79
إلاّ
أن يشاء الله ربّ العالمين) ( التكوير ٨١ : ٢٩ ).
(وما تشاءون
إلاّ أن يشاء الله إنّ الله كان عليماً حكيماً) ( الانسان
٧٦ : ٣٠ ).
روى الصدوق عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : « عن الله أروي حديثي : إنّ
الله تبارك وتعالى يقول : يابن آدم بمشيئتي كنت أنت الذي تشاء لنفسك ما تشاء ،
وبإرادتي كنت أنت الذي تريد لنفسك ما تريد ، وبفضل نعمتي عليك قويت على معصيتي ،
وبعصمتي وعوني أديت إليّ فرائضي ... الخ » [١].
وفي حديث لاَمير المؤمنين إلى الشيخ
الّذي سأله عليهالسلام عن مسيرهم
إلى صفّين « ولم يملّك مفوّضاً » بمعنى أنّ الله تعالى لم يفوّض أحداً في ملكه
وسلطانه ، بل هو قائم عليه قيم به ، وهو الحي القيّوم ، والّذي يتصور أنّ الله
تعالى فوّض إليه أمره ، ورفع عنه قيمومته واستقل عن الله تعالى في فعله واختياره ،
فقد أوهن الله عزّ وجلّ في سلطانه كما ورد في النص.
عن الصدوق عن حريز بن عبد الله عن أبي
عبد الله عليهالسلام ، قال : « إنّ الناس في القدر
على ثلاثة أوجه : رجل يزعم أنّ الله عزّ وجلّ أجبر الناس على المعاصي ، فهذا قد
ظلم الله في حكمه ، فهو كافر ، ورجل يزعم أنّ الأمر مفوّض إليه ، فهذا قد أوهن
الله عزّ وجلّ في سلطانه ، فهو كافر ، ورجل يزعم أنّ الله كلّف العباد ما يطيقون
ولم يكلّفهم مالايطيقون ، وإذا أحسن