قال ابن هشام : أنشدني أبو عبيدة للحجاج بن علاط السلمي يمدح أبا الحسن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، ويذكر قتله طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار ، صاحب لواء المشركين يوم أحد :
لله أيُّ مذببٍ عن حرمةٍ
أعني ابن فاطمةَ المُعِمَّ المُخولا
سبقت يداك له بعاجلِ طعنةٍ
تركت طليحة للجبين مجدلا
وشددت شدةَ باسلٍ فكشفتهم
بالجر إذ يهوون أخول أخولا.انتهى.
وقد تتابع على حمل لواء المشركين يوم أحد تسعة من بني عبد الدار ، وقيل أكثر وركزوا حملاتهم على قتل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد أن تركه المسلمون وهربوا صعوداً في الجبل ، وثبت الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ومعه علي عليهالسلام في وجه حملات قريش ، التي تواصلت الى ما بعد الظهر !
وكان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يقاتل في مركزه ، وعلي عليهالسلام يحمل عليهم ، يضرب مقدمتهم ، ثم يغوص فيهم يضرب يميناً وشمالاً ، حتى يصل الى العبدري حامل لوائهم فيحصد رأسه ، فتنكفئ الحملة ..
ثم يتحمس عبدريٌّ آخر فيحمل لواء الشرك ، ويهجمون باتجاه الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فيتلقاهم علي عليهالسلام وهو راجلٌ وهم فرسان .. حتى قتل من فرسان قريش عشرات ، ومن العبدريين أصحاب ألويتهم تسعة ! فيئسوا وانسحبوا ، ونادى مناديهم كذباً : قتل محمد !
وقد أصابته صلىاللهعليهوآلهوسلم بضع جراحات ، وأصابت علياً عليهالسلام بضع وسبعون جراحة ! منها جراحاتٌ بليغة ، روي أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مسح عليها بريقه فبرأت.
بنو عبد الدار علموا قريشاً فناً في الدفاع
ومن طريف ما ذكره المؤرخون عن بني عبد الدار الشجعان ، أنهم أول من علم قريشاً أسلوباً في الدفاع عن نفسها في الحرب أمام بني هاشم ، فقد ابتكروا طريقة للإستفادة في الحرب من ترفع بني هاشم وسموهم الأخلاقي !