كما تعارضه الآيات التي تصف حرصه صلىاللهعليهوآلهوسلم على تبليغ الرسالة ، وهداية الناس أكثر مما فرض الله تعالى عليه.
روايات ( يقال ) التي ذكرها الشافعي
ـ قال السيوطي في الدر المنثور : ٢ / ٢٩٨
أخرج أبو الشيخ عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله بعثني برسالة فضقت بها ذرعاً ، وعرفت أن الناس مكذبي فوعدني لإبلغن أو ليعذبني ، فأنزل : يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك. ( وكذا في أسباب النزول : ١ / ٤٣٨ )
وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يهاب قريشاً فأنزل الله : والله يعصمك من الناس ، فاستلقى ثم قال : من شاء فليخذلني ، مرتين أو ثلاثاً.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد قال : لما نزلت : بلغ ما أنزل اليك من ربك ، قال : يا رب إنما أنا واحدٌ كيف أصنع يجتمع علي الناس ؟! فنزلت : وإن لم تفعل فما بلغت رسالته !. انتهى.
ـ ورواه الواحدي في أسباب النزول : ١ / ١٣٩ ، والطبري في تفسيره : ٦ / ١٩٨ ـ وقال النيسابوري في الوسيط : ٢ / ٢٠٨ : وقال الأنباري : كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يجاهر ببعض القرآن أيام كان بمكة ، ويخفي بعضه إشفاقاً على نفسه من شر المشركين اليه والى أصحابه ... انتهى.
ويكفي لرد هذه الروايات مضافاً الى أن الآية جزء من سورة المائدة التي نزلت قبيل وفاته صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أنها روايات غير مسندة ، بل هي قولٌ للحسن البصري ومجاهد وابن جريح وأمثالهم ، لا أكثر. وستعرف أن الحسن البصري يقصد رسالةً معينة ، وأنه أخذ هذا التعبير من خطبة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في يوم الغدير ، وخاف أن يرويها على حقيقتها !
روايات ( يقال ) تتحول الى رأي يتبناه العلماء !
مع أن المفسرين يعرفون أن الآية نزلت في أواخر حياة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ويعرفون أن تفسيرها بحدث في أوائل البعثة إنما هو قول مفسرين من متفقهة التابعين في العصر