ويحسن القران بين هذين الاسمين
ونظائرهما ـ كالخافض والرافع ، والمعزّ والمذلّ ، والضارّ والنافع ، والمبدئ والمعيد
، والمحيي والمميت ، والمقدّم والمؤخّر ، والأول ، والآخر ، والظاهر والباطن ـ
لأنّه أنبأ عن القدرة ، وأدلّ على الحكمة ، قال الله تعالى : (واللهُ يقبضُ ويبسطُ)[٦٦] فإذا ذكرت القابض مفرداً عن الباسط كنت
كأنك قد قصرت الصفة على المنع والحرمان ، وإذا وصلت أحدهما بالآخر فقد جمعت بين
الصفتين. فالأولى لمن وقف بحسن الأدب بين يدي الله تعالى أن لا يفرد كلّ اسم عن
مقابله ، لما فيه من الإعراب عن وجه الحكمة.
الخافض الرافع :
هو الذي يخفض الكفار بالإشقاء ويرفع المؤمنين
بالاسعاد. وقوله : (خافضةُ
رافعةٌ)[٦٧] أي : تخفض
أقواماً إلى النار وترفع أقواماً إلى الجنة ، يعني : القيامة.
المعزّ المذلّ :
الذي يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممّن
يشاء ، أو الذي أعزّ بالطاعة أولياءه ، فأظهرهم على أعدائه في الدنيا وأحلّهم دار
الكرامة في العقبى ، وأذل أهل
أنّه متى وجد مسموع
فلابدّ أن يكون سامعاً له ، والعلوم كلّها من جهته تعالى ، لأنّها لا تخلو من أن
تكون ضرورية فهو الذي فعلها ، أو استدلالية فهو الذي أقام الأدلة عليها ، فلا علم
لأحد إلاّ الله تعالى. منه رحمهالله
».