اسم الکتاب : النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام المؤلف : الأعرجي، زهير الجزء : 1 صفحة : 40
المرض
والنظام الحياتي للفرد
ولا ريب ان التقدم العلمي في مختلف
المجالات الطبية كان قد اثمر في تقليل نسب الامراض بشكل كبير ؛ وذلك من خلال تلقيح
الافراد باللقاحات الطبية قبل انتشار الاوبئة ، واستخدام المضادات الحيوية في
السيطرة على مختلف الامراض. ولكن هذا التقدم العلمي الجبار ليس له تأثير يذكر على
نسب الوفيات في المجتمعات الانسانية المعاصرة ، بل ان نسب الوفيات في المجتمع
الصناعي قد انخفضت قبل اكتشاف الامصال والمضادات الحيوية. ويعود انخفاض نسب
الوفيات في المجتمعات المعاصرة الى سببين ، الاول : التحسن الظاهر في نوعية المواد
الغذائية التي بدأ الناس بتناولها منذ القرن الماضي. والثاني : تنظيم قوانين الصحة
العامة ، كتعقيم الحليب ضد الجراثيم ، وتنقية مياه الشرب ، وفحص الطعام المطبوخ في
المطاعم العامة من قبل المؤسسة الصحية ، والسيطرة على الحشرات الناقلة للامراض
كالبعوض والذباب والقمّل. ولم يقلل التقدم العلمي في الطب عدد الامراض التي يعاني
منها المجتمع الرأسمالي المعاصر ، حتى ان « النظرية الجرثومية » التي ابهرت العالم
في القرن التاسع عشر لم يعد لها رصيد امام امراض الحضارة الرأسمالية الحديثة مثل
السرطان وامراض القلب ، وانتفاخ الرئة ، والشلل ، وامراض نقص المناعة المكتسبة ،
بل اصبح النظام الصحي الرأسمالي بكل تقدمه العلمي الجبار عاجزاً عن علاج هذه
الامراض الحديثة.
ومجمل القول ، ان اغلب الامراض التى
تصيب الافراد ، تعزى الى
اسم الکتاب : النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام المؤلف : الأعرجي، زهير الجزء : 1 صفحة : 40