اسم الکتاب : المجتبى عليه السلام بين وميض الحرف ووهج القافية المؤلف : المكتبة الادبية المختصة الجزء : 1 صفحة : 9
البدء
وهكذا .. انتشر الضوء في مدينة الرسول صلىاللهعليهوآله مستقبلاً فجر الرسالة الجديد ، المولود
البكر لملتقى النورين علي وفاطمة عليهماالسلام
، فأطلّ أبو محمّد الحسن بن علي عليهماالسلام
ليغشى الوجود بحلّته الخضراء.
ويأتي جدّه المصطفى صلىاللهعليهوآله ليقول لعلي عليهالسلام : هل أسميته ؟ فيقول : ما كنت لأسبقك
بإسمه ، فيقول صلىاللهعليهوآله
: وما كنت لأسبق بإسمه ربّي عزّ وجلّ ، وبعد هذه المحاورة القصيرة هبط الأمين
جبرئيل عليهالسلام من السماء
حاملاً معه خبر تسمية المولود المبارك ، قائلاً بعد تهنئة الرسول صلىاللهعليهوآله من قِبَل الله عزّ وجلّ : إنّ الله
تبارك وتعالى يأمرك أن تسمّيه بإسم ابن هارون ، قال : وما كان اسمه ؟ قال : شبّر ،
قال : لساني عربي ، قال : سمّه الحسن ، فسمّاه به.
وتمرُّ الليالي والأيام على تلك الثمرة
اليانعة والشمعة المضيئة في بيت الرسول صلىاللهعليهوآله
، تحتضنها الحجور الطاهرة ، وتؤويها الأحضان المباركة ، وترضع من ثدي الإيمان
والهدى ، وجده الرسول صلىاللهعليهوآله
يحبوه الأوسمة الكبيرة.
ثم يأتي القدر فيرفع تلك الشجرة الوارفة
الظلال ، لتسكن دار الخلود ، فتهبُّ الأعاصير على زهراتها المتفتحات ، ويعيش
الإمام الحسن عليهالسلام
مع أبيه عليهالسلام أيام المحنة
والفتنة ، ثم يشتدُّ الأمر عليه ، بعد استشهاد أبيه العظيم أمير المؤمنين عليهالسلام ، فيقوم بالأمر مع أخيه الحسين عليهماالسلام.
ويبقى أبو محمّد الحسن عليهالسلام الصابر المجاهد ، تتكسّر أمواج الفتنة
عند أعتاب حنكته ، إلاّ أنّ معاصريه لم يدركوا بُعْدَ مداه ، وعمق رؤاه ، فاتّهموه
بما لم
اسم الکتاب : المجتبى عليه السلام بين وميض الحرف ووهج القافية المؤلف : المكتبة الادبية المختصة الجزء : 1 صفحة : 9