اسم الکتاب : المجتبى عليه السلام بين وميض الحرف ووهج القافية المؤلف : المكتبة الادبية المختصة الجزء : 1 صفحة : 149
المرارة حين عرف
بالخبر وهو يستعدّ للمواجهة ، حيث قال :
أتانا بأرض العال من
أرض مسكنٍ
بأنّ إمام الحق أضحى
مسالما
فما زلتُ مذ نبّئتُه
متلدّدا
أراعي نجوماً خاشع
القلب ناجما
ولا بد من أن أشعاراً اُخرى قد تحدّثت
عن هذا الأمر لكنّها لم تصل إلينا بسبب سياسة التعتيم والإلغاء الاُموية.
وعلى الرغم من الصلح واستتباب الاُمور
لمعاوية ، إلاّ أنّ الفرق كان شاسعاً بين حكم يقوم على أساس العدل والاستقامة
والصلح الإسلامي ، وبين حكم فردي قبلي يستمدّ رؤاه وتصوراته من كوّة الجاهلية التي
لم تدخل في الإسلام إلاّ خوفاً وطمعاً.
وكان الاُمويون يشعرون بضخامة الهوّة
بينهم وبين الخلفاء الشرعيين ـ أهل البيت عليهمالسلام
ـ ويعانون من عقدة النقص أمامهم فيحاولون التنفيس عن عناء هذه العقدة بمواقف تجيء
نتائجها سلبية في الغالب [٢].
ومنها أنّ مفاخرة جرت بين القرشيين
والإمام الحسن عليهالسلام
حاضر لا ينطق ، فقال معاوية للإمام : يا أبا محمّد : ما لك لا تنطق ؟ فوالله ما
أنت بمشوب الحسب ولا بكليل اللسان ( وواضحة أبعاد كلام معاوية وكأنّه يحاول تعريف
الأشياء حسب ما يريد ) فقال الإمام : « ما ذكروا من فضيلة إلاّ ولي محضها ولبابها
».
ثم قال هذا البيت الذي يختصر تاريخاً
حافلاً ما يزال محفوراً في الأذهان :