اسم الکتاب : نظرة عابرة الى الصحاح الستة المؤلف : عبد الصمد شاكر الجزء : 1 صفحة : 311
عباس أيضاً ولفظه :
« وإن همَّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ».
ورواه الشيعة أيضاً بالفاظ واسانيد ، ولا
كلام في الحديث إلاّ في الهمّ بالسيئة إذا لم يعملها ، فقد اختلف فيه الباحثون من
الشيعة والسنة ، فقيل : انّ من عزم على المعصية بقلبه ووطن نفسه عليها أثم في
اعتقاده وعزمه ، ويحمل ما في الاَحاديث على مجرد الخطور والمرور في الفكر.
ويقول النووي : وخالفه كثير من الفقهاء
والمحدثين واخذوا بظاهر الحديث.
وقال القاضي عياض : عامة السلف وأهل
العلم من الفقهاء والمحدثين على الاَول للاحاديث الدالة على المؤاخذة باعمال
القلوب ، وقالوا : انّ هذا العزم يكتب سيئة وليست السيئة التي همّ بها لكونه لم
يعملها.
أقول : العقل يحكم بقبح التجري على الله
تعالى وحسن الانقياد له ، فقصد المعصية والهم بها يستحق به العقاب عقلاً ، ويؤيده
أو يدلّ عليه قوله تعالى : (انّ الذين يحبّون أن
تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم )[١]وقوله
تعالى : (ان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به
الله)[٢]لكن مقتضى هذه الاَحاديث العفو وحمل
الهمّ على مجرد التفكر والتصور خلاف الظاهر ، وأما حرمة الحسد وسوء الظن وتحقير
المسلمين وسائر أعمال القلب فلا تدلّ على حرمة الهمّ المذكور كما تخيّله النووي
وغيره ، ومن اراد تحقيق المقام فعليه أن يراجع مظانه ، وليس كتابنا معداً المثل
هذه المباحث.
نزول عيسى عليهالسلام
واقتداؤه بإمامنا
( ٥٦٥ ) عن أبي هريرة : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « كيف انتم إذا نزل ابن