اسم الکتاب : نظرة عابرة الى الصحاح الستة المؤلف : عبد الصمد شاكر الجزء : 1 صفحة : 231
والقرآن معه ، وهو
رأس أحد الثقلين ، وممّن اذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.
٣ ـ انّ شيخنا البخاري يرى جواز التصرّف
في الاَحاديث بما يهواه ، واليك شاهداً عليه من صحيح مسلم ، ففي كتاب الجهاد ، فقال
عباس : يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا الكاذب الآثم الغادر الخائن ... فقال
عمر ... فقال أبو بكر : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
: « ما نورث ما تركنا صدقة » فرأيتماه كاذباً آثماً غداراً خائناً والله يعلم انّه
لصادق ... فرأيتماني كاذباً آثماً غادراً خائناً والله يعلم[١]اني لصادق ... [٢].
أقول : لم يكن ثمة ابن سبأ حتى يقال
انّه أوقع الخلاف بين الصحابة! ولا نحقّر عقلنا وضميرنا وبصرنا لمجرد حسن الظن
بالسلف ، فلا نخضع لتأويل المقلدين ، بل نقول : انّ هنا تساباً وتكاذباً بين أبي
بكر وعمر وعلي وهم من الخلفاء الراشدين ، وفاطمة بنت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وهي سيدة نساء أهل الجنة ، والعباس عمّ
النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي يستسقى
به عمر ، ولا يمكن الحكم بصحة أقوال الطرفين ، بل الاطراف الثلاثة :
(١) الشيخين وعباس وعلي.
(٢) الشيخين وفاطمة.
(٣) عباس وعلي.
فلا بد من الحكم بعدم عدالة بعض الاطراف
إن صحت هذه
[١] هذه الالفاظ
تدلّ على انّ عليّاً والعباس يكذبان بالحديث المذكور ، وما قيل في تأويلها ضعيف
سخيف لا يجوز اضاعة الوقت بنقله ونقده ، فلاحظ شرح النووي على المقام وكذا غيره.