اسم الکتاب : نظرة عابرة الى الصحاح الستة المؤلف : عبد الصمد شاكر الجزء : 1 صفحة : 220
ابن حجر في صواعقه (
الشبهة السابعة ) ، ومنهم الفخر الرازي في تفسير الكبير ( سورة الحشر ) ، وابن
تيمية ، وصاحب السيرة الحلبية ، وابن القيّم ، وغيرهم.
وبما انّ فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ، وانّها
ممّن اُذهب الله عنها الرجس وطهّرها تطهيراً ـ كما في الصحاح ـ قولها يفيد القطع
بصدقه ومطابقته للواقع ، فلا معنى لطلب الشاهد منها ، بل لا يجوز اغضابها ، فانّ
من اغضبها اغضب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
كما نقله البخاري ، وهو محرّم قطعاً ، مع انّ عليّاً شهد لها ، وهو أيضاً ممّن
أذهب الله عنه الرجس ، وهو مع الحق والحق معه[١].
ولا شكّ انّ عليّاً وفاطمة لم يكونا
أقلّ شأناً من جابر ، فانّه قال لمّا مات رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
جاء أبا بكر مال من قبل العلاء بن الحضرمي ، فقال أبو بكر : من كان له على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم دين أو كانت له قبله عدة فلياتنا ، قال
جابر : فقلت : وعدني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
أن يعطيني هكذا وهكذا ، فبسط يديه ثلاث مرات.
قال جابر : فعدّ في يدي خمسمائة ثم
خمسمائة ثم خمسمائة. ( صحيح مسلم كتاب الفضائل ).
فترى أبا بكر يصدّق جابراً في دعواه بلا
بيّنة ، ولا يصدّق عليّاً وفاطمة ، إلاّ أن يقال انّ استحكام خلافته يتوقّف على
حرمان فاطمة وهو أهم من حقّها ، وللبحث تتمة تمرّ بك عن قريب ، فانتظر.
وهنا أمر آخر ، وهو ما أخرجه البخاري في
كتاب الوكالة من باب
[١] لاحظ الحديث في
الملل والنحل للشهرستاني ، وتاريخ بغداد ١٤ : ٣٢١ ، وتاريخ ابن عساكر ٣ : ١١٩ ، وكنز
العمال ٥ : ٣٠ على ما نقلوا عنها.
اسم الکتاب : نظرة عابرة الى الصحاح الستة المؤلف : عبد الصمد شاكر الجزء : 1 صفحة : 220