اسم الکتاب : مكارم الاخلاق المؤلف : الطبرسي، رضي الدين الجزء : 1 صفحة : 463
تقوم الساعة. وما من
شيء أحب إلى الله من الايمان به وترك ما أمر بتركه.
يا أباذر : إن الله تبارك وتعالى أوحى
إلى أخي عيسى عليهالسلام
: يا عيسى : لا تحب الدنيا فإني لست احبها وأحب الاخرة ، فإنما هي دار المعاد.
يا أباذر : إن جبرئيل عليهالسلام أتاني بخزائن الدنيا على بغلة شه باء
فقال لي : يا محمد : هذه خزائن الدنيا ولا تنقصك من حظك عند ربك ، فقلت : حبيبي
جبرئيل لا حاجة لي بها ، إذا شبعت شكرت ربي وإذا جعت سألته.
يا أباذر : إذا أراد الله عزوجل بعبد
خيرا فقهه في الدين وزهده في الدنيا وبصره بعيوب نفسه.
يا أباذر : ما زهد عبد في الدنيا إلا
أنبت الله الحكمة في قلبه وأنطق بها لسانه وبصره بعيوب الدنيا ودائها ودوائها
وأخرجه منها سالما إلى دار السلام.
يا أباذر : إذا رأيت أخاك قد زهد في
الدنيا فاستمع منه فإنه يلقن الحكمة ، فقلت : يا رسول الله : من أزهد الناس؟ فقال
: من لم ينس المقابر والبلى وترك فضل زينة الدنيا وآثر ما يبقى على ما يفنى ولم
يعد غدا من أيامه وعد نفسه في الموتى.
يا أباذر : إن الله تبارك وتعالى لم يوح
إلي أن أجمع المال [ إلى المال ] ولكن أوحى إلي أن سبح بحمد ربك وكن من الساجدين
واعبد ربك حتى يأتيك اليقين.
يا أباذر : إني ألبس الغليظ واجلس على
الارض وألعق أصابعي وأركب الحمار بغير سرج وأردف خلفي ، فمن رغب عن سنتي فليس مني.
يا أباذر : حب المال والشرف أذهب لدين
الرجل من ذئبين ضاريين في زرب الغنم فأغارا فيها حتى أصبحا فماذا أبقيا منها؟ قال
: قلت : يا رسول الله الخائفون الخاضعون المتواضعون الذاكرون الله كثيرا ، أهم
يسبقون الناس إلى الجنة؟ فقال : لا ، ولكن فقراء المسلمين ، فإنهم يأتون يتخطون
رقاب الناس ، فيقول لهم خزنة الجنة كما أنتم حتى تحاسبوا ، فيقولون : بم نحاسب؟
فوالله ما ملكنا فنجور ونعدل ولا افيض علينا فنقبض ونبسط ولكن عبدنا ربنا حتى
دعانا فأجبنا.
يا أباذر : إن الدنيا مشغلة للقلوب
والابدان وإن الله تبارك وتعالى سائلنا عما نعمنا في حلاله فكيف بما أنعمنا في
حرامه؟
يا أباذر : إني قد دعوت الله جل ثناؤه
إن يجعل رزق من يحبني كفافا وأن
اسم الکتاب : مكارم الاخلاق المؤلف : الطبرسي، رضي الدين الجزء : 1 صفحة : 463