اسم الکتاب : مكارم الاخلاق المؤلف : الطبرسي، رضي الدين الجزء : 1 صفحة : 114
يومنا هذا يبيع
الجري والطافي والمارماهي علوناه بدرتنا هذه ـ وكان يقال لدرته : السبتية ـ. قال
ابن عباس : فسلمت عليه فرد علي السلام ، ثم قال : يا ابن عباس ما فعل المال؟ فقلت
ها هو يا أمير المؤمنين وحملته إليه فقربني ورحب بي ، ثم أتاه مناد ومعه سيفه
ينادي عليه بسبعة دراهم ، فقال : لو كان لي في بيت مال المسلمين ثمن سواك أراك ما
بعته ، فباعه واشترى قميصا بأربعة دراهم له وتصدق بدرهمين وأضافني بدرهم ثلاثة
أيام.
عن يزيد بن شريك قال : أخرج علي عليهالسلام ذات يوم سيفه فقال : من يبتاع مني سيفي
هذا ، فلو كان عندي ثمن إزار ما بعته.
عن الفضل بن كثير قال : رأيت على أبي
عبد الله عليهالسلام ثوبا خلقا
مرقوعا ، فنظرت إليه ، فقال لي : ما لك؟ انظر في ذلك الكتاب ـ وثم كتاب ـ ، فنظرت
فيه فإذا فيه لا جديد لمن لا خلق له.
وفي رواية : رؤي على علي عليهالسلام إزار خلق مرقوع ، فقيل له : في ذلك ،
فقال : يخشع له القلب وتذل به النفس ويقتدي به المؤمنون.
( في الاقتصاد في اللباس )
عن معاوية بن وهب قال : قلت لابي عبد
الله عليهالسلام : الرجل
يكون قد غنى دهره وله مال وهيئة في لباسه ونخوة ، ثم يذهب ماله ويتغير حاله ،
فيكره أن يشمت به عدو ، فيتكلف ما يتهيؤ به ، فقال : (لينفق ذو
سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله )[١]
على قدر حاله.
( في لبس الصوف والخشن )
عن محمد بن كثير قال : رأيت على أبي عبد
الله عليهالسلام جبة صوف بين
قميصين غليظين ، فقلت له في ذلك ، فقال : رأيت أبي يلبسها ، وإنا إذا أردنا أن
نصلي لبسنا أخشن ثيابنا.
[١] الشماتة :
السرور ببلية الاعداء ، يقال : شمت به ـ بالكسر ـ : إذا فرح بمصيبته. والاية في
سورة الطلاق ، آية ٧.
اسم الکتاب : مكارم الاخلاق المؤلف : الطبرسي، رضي الدين الجزء : 1 صفحة : 114