اسم الکتاب : مختصر بصائر الدّرجات - ط مؤسسة النشر الإسلامي المؤلف : الحلي، الشيخ عزّ الدين الجزء : 1 صفحة : 80
الوصية والإمامة
إلاّ في عقب الحسين عليهالسلام
، فإن رأيت أن تعلم ذلك فانطلق بنا إلى الحجر الأسود [١] حتى نتحاكم إليه ونسأله عن ذلك.
قال أبو جعفر عليهالسلام : وكان الكلام بينهما بمكّة ، فانطلقا
حتى أتيا الحجر ، فقال علي بن الحسين عليهماالسلام
لمحمّد بن علي إئته ياعم وابتهل إلى الله عزّ وجلّ أن يُنطق لك الحجر ، ثم سله
عمّا ادّعيت ، فابتهل في الدعاء وسأل الله ثمّ دعا الحجر فلم يجبه.
فقال علي بن الحسين عليهماالسلام : أما إنّك يا عم لو كنت وصيّاً
وإماماً لأجابك ، فقال له محمّد : فادع أنت يا ابن أخي فاسأله ، فدعا الله علي بن
الحسين عليهماالسلام بما أراد ،
ثمّ قال : اسألك بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء والأوصياء ، وميثاق الناس أجمعين
لما أخبرتنا مَن الإمام والوصي بعد الحسين عليهالسلام
، فتحرّك الحجر حتى كاد أن يزول عن موضعه ، ثمّ أنطقه الله بلسان عربيّ مبين فقال
:
اللهمّ إنّ الوصيّة والإمامة بعد الحسين
بن علي عليهماالسلام إلى علي بن
الحسين بن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله .
فانصرف محمّد بن علي بن الحنفيّة وهو يتولّى علي بن الحسين عليهماالسلام » [٢].
الحسين عليهالسلام بني الإسلام وثبتت ركائزه. وهي
الموافقة لرواية الاحتجاج وباختلاف يسير مع عبارة الكافي.
[١] الحجر الأسود :
في رواية عن أمالي الطوسي عن أمير المؤمنين عليهالسلام
قال : « وهو من حجارة الجنّة ، وكان لمّا اُنزل في مثل لون الدرّ وبياضه ، وصفاء
الياقوت وضيائه ، فسوّدته أيدي الكفّار » ص ٤٧٦ / ذيل حديث ١٠.
وفي رواية عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : « كان الحجر الأسود
أشدّ بياضاً من اللبن فلولا ما مسّه من أرجاس الجاهلية ؛ ما مسّه ذو عاهة إلاّ برئ
» علل الشرائع : ٤٢٧ / ١.