اسم الکتاب : مختصر بصائر الدّرجات - ط مؤسسة النشر الإسلامي المؤلف : الحلي، الشيخ عزّ الدين الجزء : 1 صفحة : 393
ميثاق النبيّين
وأشهدهم على أنفسهم ألست بربّكم ، فكنت أنا أوّل نبيّ قال بلى ، فسبقتهم بالإقرار
بالله عزّ وجلّ » [١].
[ ٤٤٦ / ٨ ] وبالإسناد
عن محمّد بن يعقوب ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد ، عن بعض أصحابنا ، عن
عبدالله بن سنان ، قال : قلت لأبي عبدالله عليهالسلام
: جعلت فداك إنّي لأرى بعض أصحابنا يعتريه النزق [٢] والحدّة والطيش ، فأغتمّ لذلك غمّا
شديداً ، وأرى من خالفنا فأراه حسن السمت ، قال : « لا تقل حسن السمت ، فإنّ السمت
سمت الطريق ، ولكن قل حسن السيماء ، فإنّ الله عزّ وجلّ يقول ( سيماهم في
وجوههم )[٣] قال : قلت
له : فأراه حسن السيماء ، له وقار فأغتمّ لذلك.
فقال عليهالسلام
: « لا تغتمّ لما رأيت من نزق أصحابك ، ولما رأيت من حسن سيماء من خالفك ، إنّ
الله تعالى لمّا أراد أن يخلق آدم عليهالسلام
خلق تلك الطينتين ثمّ فرّقهما فرقتين ، فقال لأصحاب اليمين : كونوا خلقاً بإذني ،
فكانوا خلقاً بمنزلة الذرّ يدرج ، ثمّ رفع لهم ناراً ، فقال : اُدخلوها بإذني ،
فكان أوّل من دخلها محمّد صلىاللهعليهوآله
، ثمّ اتّبعه اُولوا العزم من الرسل وأوصياؤهم وأتباعهم.
ثمّ قال لأصحاب الشمال : اُدخلوها بإذني
، فقالوا : ربّنا خلقتنا لتحرقنا؟ فعصوا ، فقال لأصحاب اليمين : اُخرجوا من النار
بإذني ، فخرجوا لم تُكِلم [٤]
النار منهم كلماً ، ولم تؤثّر فيهم أثراً ، فلمّا رآهم أصحاب الشمال ، قالوا :
ربّنا نرى أصحابنا