اسم الکتاب : مختصر بصائر الدّرجات - ط مؤسسة النشر الإسلامي المؤلف : الحلي، الشيخ عزّ الدين الجزء : 1 صفحة : 385
ومنها
: حاجة أهل الفقر والمسكنة واضطرارهم ،
ففي الباطن من الله سبحانه ، لأنّه هو المغني المفقر بالإجماع ، لأنّه سبحانه
وتعالى الخالق الرازق ، المغني المفقر ، ومن ادّعى سواه كفر به ، وفي الظاهر ما
ورد في الحديث : « ما جاع فقير إلاّ بما مُتّع به غني » [١] ويسمّى الغني : قاتل الفقير إذ منعه
حقّه ، ويعاقب عليه لاختياره لذلك ولا منافاة بينهما.
ومنها
: قتل المقتول ، ففي الباطن ( قل
يتوفاكم ملك الموت الذي وكّل بكم )[٢] وهو عبد
مأمور لا يتوفّى نفساً إلاّ بإذن ربّه سبحانه ، وفي الظاهر : القاتل الذي تولّى
إزهاق نفس المقتول هو الفاعل للقتل ، وباختياره فعله ، ثمّ يثاب أو يعاقب أو يكون
مباحاً ، ولا ينافي باطن هذا الأمر ظاهره.
ومنها
: الغلاء بسبب الاحتكار ، ففي الباطن هو
سبحانه المغلّي والمرخّص للأسعار ؛ لأنّه قسّم أرزاق عباده على السعة والضيق ، ففي
الحديث عن الرسول صلىاللهعليهوآله
أنّه قال : « لقد نفث الروح الأمين في روعي أنّه لن تموت نفس حتى تستكمل ما كتب
لها » [٣] ولا يجوز أن
ينسب الرزق إلاّ إليه سعته وضيقه ، وإن كان في الظاهر يُلام المحتكر ويذّم ويعاقب
، لأنّه اختار الاحتكار على البيع ، ولا منافاة بين هذين الأمرين.
ومنها
: الأمر الجليل الكبير الذي أمر الله
عباده بالإقرار به وتصديقه ، لنصّ الكتاب العزيز عليه ، وورود الأحاديث الصحيحة به
، ولا يجوز ردّ ما ثبت في