اسم الکتاب : مختصر بصائر الدّرجات - ط مؤسسة النشر الإسلامي المؤلف : الحلي، الشيخ عزّ الدين الجزء : 1 صفحة : 382
تبارك وتعالى قبل أن
يخلق الخلق ، قال : كن ماءً عذباً أخلق منك جنّتي وأهل طاعتي ، وكن ملحاً اُجاجاً
أخلق منك ناري وأهل معصيتي ، ثمّ ( أمرهما فامتزجا ) [١] فمن ذلك صار يلد المؤمن الكافر ،
والكافر المؤمن.
ثمّ أخذ طيناً من أديم الأرض وعركه
عركاً شديداً فإذا هم كالذرّ يدبّون ، فقال لأصحاب اليمين : إلى الجنّة بسلام ،
وقال لأصحاب الشمال : إلى النار ولا اُبالي ، ثمّ أمر ناراً فاُسعرت ، فقال لأصحاب
الشمال : ادخلوها فهابوها ، وقال لأصحاب اليمين : ادخلوها ، فدخلوها فقال : كوني
برداً وسلاماً ، فكانت برداً وسلاماً ، فقال أصحاب الشمال : يا ربّ أقلنا ، قال :
قد أقلتكم فادخلوها ، فذهبوا [٢]
فهابوها.
فثمّ ثبتت الطاعة والمعصية ، فلايستطيع
هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء ، ولا هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء » [٣].
[ ٤٤٠ / ٢ ] وبالإسناد
عن محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن
اُذينة ، عن زرارة أنّ رجلاً سأل أبا جعفر عليهالسلام
عن قوله جلّ وعزّ ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريّتهم )[٤]
الآية ، فقال ـ وأبوه يسمع ـ : « حدّثني أبي أنّ الله جلّ وعزّ قبض قبضة من تراب
التربة التي خلق منها آدم عليهالسلام
فصبّ عليها الماء العذب الفرات ، ثمّ تركها أربعين صباحاً ، ثمّ صبّ عليها الماء
المالح الاُجاج فتركها أربعين صباحاً ، فلمّا اختمرت الطينة أخذها فعركها عركاً