responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مختصر بصائر الدّرجات - ط مؤسسة النشر الإسلامي المؤلف : الحلي، الشيخ عزّ الدين    الجزء : 1  صفحة : 378

قال الرضا عليه‌السلام : « يا سليمان هل تعلم أنّ إنساناً يكون ولا يريد أن يخلق إنساناً أبداً ، وأنّ انساناً يموت اليوم ولا يريد أن يموت اليوم؟ » قال سليمان : نعم.

قال الرضا عليه‌السلام : « فيعلم أنّه يكون ما يريد أن يكون ، أو يعلم أنّه يكون ما لا يريد أن يكون؟! » قال : يعلم أنّهما يكونان جميعاً.

قال الرضا عليه‌السلام : « إذاً يعلم أنّ إنساناً حيٌّ ميّت ، قائم قاعد ، أعمى بصير في حال واحد ، وهذا هو المحال ».

قال : جعلت فداك فإنّه يعلم أنّه يكون أحدهما دون الآخر.

قال عليه‌السلام : « لا بأس ، فأيّهما يكون الذي أراد أن يكون ، أو الذي لم يرد أن يكون؟ » قال سليمان : الذي أراد أن يكون ، فضحك الرضا عليه‌السلام والمأمون وأصحاب المقالات.

قال الرضا عليه‌السلام : « غلطت وتركت قولك : أنّه يعلم أنّ إنساناً يموت اليوم وهو لا يريد أن يموت اليوم ، وأنّه يخلق خلقاً ، وأنّه لا يريد أن يخلقهم ، وإذا لم يجز العلم عندكم بما لم يرد أن يكون ، فإنّما يعلم أن يكون ما أراد أن يكون » قال سليمان : فإنّما قولي : إنّ الإرادة ليست هو ولا غيره.

قال الرضا عليه‌السلام : « يا جاهل إذا قلت : ليست هو فقد جعلتها غيره ، وإذا قلت : ليست هي غيره ، فقد جعلتها هو » قال سليمان : فهو يعلم كيف يصنع الشيء؟ قال عليه‌السلام : « نعم » قال سليمان : فإنّ ذلك إثبات للشيء.

قال الرضا عليه‌السلام : « أحلت ، لأنّ الرجل قد يحسن البناء وإن لم يبن ، ويحسن الخياطة وإن لم يخط ، ويحسن صنعة الشيء وإن لم يصنعه أبداً ».

ثمّ قال له : « يا سليمان هل تعلم أنّه واحد لا شيء معه؟ » قال : نعم ، قال عليه‌السلام : « أفيكون ذلك إثباتاً للشيء؟ » قال سليمان : ليس يعلم أنّه واحد لا شيء معه.

اسم الکتاب : مختصر بصائر الدّرجات - ط مؤسسة النشر الإسلامي المؤلف : الحلي، الشيخ عزّ الدين    الجزء : 1  صفحة : 378
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست