اسم الکتاب : مختصر بصائر الدّرجات - ط مؤسسة النشر الإسلامي المؤلف : الحلي، الشيخ عزّ الدين الجزء : 1 صفحة : 322
أن لا تكفروا بي ،
ولا ترموني بمعضلة ، فوالله ما اُريكم إلاّ ما علّمني رسول الله عليهالسلام ، فأخذ عليهم العهد والميثاق ، أشدّ ما
أخذ الله على رسله من عهد وميثاق.
ثمّ قال : حوّلوا وجوهكم عنّي حتى أدعو
بما اُريد ، فسمعوه جميعاً يدعو بدعوات لا يعرفونها.
ثمّ قال : حوّلوا وجوهكم ، فحوّلوا فإذا
هم بجنّات وأنهار ، وقصور من جانب ، وسعير تتلظّى من جانب ، حتى أنّهم ما شكّوا
أنّهما الجنة والنار ، فقال أحسنهم قولاً : إنّ هذا لسحر عظيم ، ورجعوا كفاراً
إلاّ رجلين.
فلمّا رجع مع الرجلين قال لهما : قد
سمعتما مقالتهم ، وأخذي عليهم العهود والمواثيق ، ورجوعهم يكفّرونني.
أما والله إنّها لحجّتي عليهم غداً عند
الله ، فإنّ الله تعالى يعلم أنّي لست بساحر ولا كاهن ، ولا يُعرف هذا لي ولا
لآبائي ، ولكنّه علم الله وعلم رسوله ، أنهاه الله إلى رسوله ، وأنهاه رسوله إليّ
، وأنهيته إليكم ، فاذا رددتم عليّ ، رددتم على الله ، حتى إذا صار إلى باب مسجد
الكوفة دعا بدعوات يسمعان ، فإذا حصى المسجد درّ وياقوت ، فقال لهما : ماذا تريان؟
قالا : هذا درّ وياقوت ، فقال : صدقتما ، لو أقسمت على ربّي فيما هو أعظم من ذلك
لأبرّ قسمي ، فرجع أحدهما كافر ، وأمّا الآخر فثبت.
فقال عليهالسلام
: إن أخذت منه شيئاً ندمت ، وإن تركت ندمت ، فلم يدعه حرصه حتى أخذ درّة فصرّها في
كمّه ، حتى إذا أصبح نظر إليها فإذا هي درّة بيضاء ، لم ينظر الناس إلى مثلها قط ،
فقال : يا أمير المؤمنين إنّي أخذت من ذلك الدرّ واحدة وهي معي ، قال : وما دعاك
إلى ذلك؟ قال : أحببت أن أعلم أحقّ هو أم باطل!.
قال : إنّك إن رددتها إلى موضعها الذي
أخذتها منه عوّضك الله منها الجنّة ، وإن أنت لم تردّها عوّضك الله منها النار ،
فقام الرجل فردّها إلى موضعها الذي
اسم الکتاب : مختصر بصائر الدّرجات - ط مؤسسة النشر الإسلامي المؤلف : الحلي، الشيخ عزّ الدين الجزء : 1 صفحة : 322