اسم الکتاب : مختصر بصائر الدّرجات - ط مؤسسة النشر الإسلامي المؤلف : الحلي، الشيخ عزّ الدين الجزء : 1 صفحة : 310
منهم أرخى بالاً ،
وأنعم عيشاً ، وأحسن حالاً ، وأطمع في الجنة.
قال : فسكت عنّي حتى إذا كنّا بالأبطح
من مكة ورأينا الناس يضجّون إلى الله تعالى فقال : « يا أبا محمّد هل تسمع ما أسمع؟
» قلت : أسمع ضجيج الناس إلى الله تعالى ، قال : « ما أكثر الضجيج والعجيج وأقلّ
الحجيج!! والذي بعث بالنبوة محمّداً صلىاللهعليهوآله
وعجّل بروحه إلى الجنّة ما يتقبّل الله إلاّ منك ومن أصحابك خاصّة » قال : ثمّ مسح
يده على وجهي ، فنظرت وإذا أكثر الناس خنازير وحمير وقردة إلاّ رجل [١].
[ ٣٢٧ / ١٦ ] وعن أبي سليمان داود بن
عبدالله ، عن سهل بن زياد ، عن عثمان بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن
أبيه ، عن أبي بصـير ، قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام
: أنا مولاك ومن شيعتك ، ضعيف ضرير ، فاضمن لي الجنة ، قال : « أولا اُعطيك علامة
الأئمّة أو غيرهم؟ » قلت : وما عليك أن تجمـعهما لي ، قال : « وتحبّ ذلك؟ » قلت :
وكيف لا اُحبّ ، فما زاد أن مسح على بصري فأبصرت جميع ( الأئمّة عنده ، ثمّ ) [٢] ما في السقيفة [٣] التي كان فيها جالساً.
ثمّ قال : « يا أبا محمّد مدّ بصرك
فانظر ماذا ترى بعينك؟ » قال : فوالله ما أبصرت إلاّ كلباً أو خنزيراً أو قرداً ،
قلت : ما هذا الخلق الممسوخ؟ قال : « هذا الذي ترى هو السواد [٤] الأعظم ، ولو كشف الغطاء [٥] للناس ما نظر الشيعة إلى من
[١] الخرائج
والجرائح ٢ : ٨٢١ / ٣٤ ، وفيه : إلاّ رجل بعد رجل ، وأورد مثله الصفّار في بصائر
الدرجات : ٢٧١ / ذيل حديث ٦.