responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مختصر بصائر الدّرجات - ط مؤسسة النشر الإسلامي المؤلف : الحلي، الشيخ عزّ الدين    الجزء : 1  صفحة : 294

وقال أبو جعفر عليه‌السلام : « في حكمة آل داود : ينبغي للمسلم أن يكون مالكاً لنفسه ، مقبلاً على شأنه ، عارفاً بأهل زمانه ، فاتّقوا الله ولاتذيعوا علينا ، فلولا أنّ الله عزّ وجلّ يدافع عن أوليائه ، وينتقم من أعدائه لأوليائه ، أما رأيت ما صنع الله بآل برمك [١] ، وما انتقم لأبي الحسن صلوات الله عليه منهم.

وقد كان بنو الأشعث على خطر عظيم فدفع الله عنهم بولايتهم لأبي الحسن عليه‌السلام ، وأنتم بالعراق وترون أعمال هؤلاء الفراعنة وما أمهل الله لهم ، فعليكم بتقوى الله عزّ وجلّ ، ولا تغرّنّكم الدنيا ، ولاتغترّوا بمن أمهل الله تعالى له فكان الأمر قد صار إليكم ، ولو أنّ العلماء وجدوا من يحدّثونه ويكتم سرّه لحدّثوا ولبيّنوا الحكمة ، ولكن قد ابتلاهم الله بالإذاعة.

وأنتم قوم تحبّونا بقلوبكم ، ويخالف ذلك فعلكم ، والله ما يستوي اختلاف أصحابك ولهذا استتر على صاحبكم ليقال مختلفون ، مالكم لا تملكون أنفسكم وتصبرون حتّى يجيء الله بالذي تريدون ، إنّ هذا الأمر ليس يجيء على ما يريد الناس ، إنّما هو أمر الله وقضاؤه والصبر ، إنّما يعجل من يخاف الفوت.

وقد رأيت ما كان من أمر علي بن يقطين [٢] وما أوقع عند هؤلاء الفراعنة من


[١] آل برمك : هم البرامكة ، قوم سكنوا محلّة أو قرية البرمكية ببغداد فنسبوا إليها. انظر معجم البلدان ١ : ٣٦٧ و ٤٠٣ ، تاريخ بغداد ٦ : ١٣٩ ـ ترجمة ابراهيم بن عمر المعروف بالبرمكي.

[٢] علي بن يقطين : هو ابن موسى البغدادي ، سكنها وهو كوفي الأصل ، مولى بني أسد ، أبو الحسن ، ولد بالكوفة سنة أربع وعشرين ومائة ، ومات سنة اثنتين وثمانين ومائة في أيام الإمام موسى بن جعفر عليه‌السلام ، روى عن أبي عبدالله عليه‌السلام حديثاً واحداً وعن أبي الحسن موسى عليه‌السلام فأكثر ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الكاظم عليه‌السلام.

وقال الشيخ : ثقة ، جليل القدر ، له منزلة عظيمة عند أبي الحسن موسى عليه السلام عظيم المكان في

اسم الکتاب : مختصر بصائر الدّرجات - ط مؤسسة النشر الإسلامي المؤلف : الحلي، الشيخ عزّ الدين    الجزء : 1  صفحة : 294
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست