اسم الکتاب : مختصر بصائر الدّرجات - ط مؤسسة النشر الإسلامي المؤلف : الحلي، الشيخ عزّ الدين الجزء : 1 صفحة : 260
ثمّ قال أبو جعفر عليهالسلام : أمّا كتاب الله فحرّفوا [١] ، وأمّا الكعبة
[١] يطلق لفظ
التحريف ويراد منه عدّة معان على سبيل الإشتراك :
الأول : نقل الشيء عن موضعه
وتحويله إلى غيره ، ومنه قوله تعالى (من الذين هادوا يحرّفون الكلم عن مواضعه
) ولا خلاف بين
المسلمين في وقوع مثل هذا التحريف في كتاب الله ، فإنّ كلّ من فسّر القرآن بغير
حقيقته ، وحمله على غير معناه فقد حرّفه.
الثاني : النقص أو الزيادة في
الحروف أو في الحركات ، مع حفظ القرآن وعدم ضياعه ، وإن لم يكن متميزاً في الخارج
عن غيره. والتحريف بهذا المعنى واقع في القرآن قطعاً ، فقد أثبتنا عدم تواتر
القراءات ، ومعنى هذا أنّ المنزل إنّما هو مطابق لإحدى القراءات ، وأمّا غيرها فهو
إمّا بزيادة وإمّا بنقيصة فيه.
الثالث : النقص أو الزيادة
بكلمة أو كلمتين مع التحفظ على نفس القرآن المنزل. والتحريف بهذا المعنى قد وقع في
صدر الاسلام ، وفي زمن الصحابة قطعاً ، ويدلّنا على ذلك إجماع المسلمين على أنّ
عثمان أحرق جملة من المصاحف ، وأمر ولاته بحرق كلّ مصحف غير ما جمعه ، وهذا يدلّ
على أنّ هذه المصاحف كانت مخالفة لما جمعه ، وإلاّ لم يكن هناك سبب موجب لإحراقها.
الرابع : التحريف بالزيادة
والنقيصة في الآية والسورة مع التحفظ على القرآن المنزل ، والمتسالم على قراءة
النبي صلى الله عليه وآله إيّاها. والتحريف بهذا المعنى أيضاً واقع في القران
قطعاً. فالبسملة ـ مثلاً ـ ممّا تسالم المسلمون على أنّ النبي صلى الله عليه وآله
قرأها قبل كلّ سورة غير سورة التوبة ، وقد وقع الخلاف في كونها من القرآن بين
علماء السنّة ، وأمّا الشيعة فهم متسالمون على جزئية البسملة من كلّ سورة غير سورة
التوبة.
الخامس : التحريف بالزيادة ،
بمعنى أنّ بعض المصحف الذي بأيدينا ليس من الكلام المنزل. والتحريف بهذا المعنى
باطل باجماع المسلمين ، بل هو ممّا علم بطلانه بالضرورة.
السادس : التحريف بالنقيصة ،
بمعنى أن المصحف الذي بأيدينا لا يشتمل على جميع القرآن
اسم الکتاب : مختصر بصائر الدّرجات - ط مؤسسة النشر الإسلامي المؤلف : الحلي، الشيخ عزّ الدين الجزء : 1 صفحة : 260