و تصديق ذلك من الكتاب
قوله تعالى وَ رُسُلًا قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَ
رُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَ كَلَّمَ اللَّهُ مُوسى تَكْلِيماً[1] فكانت حجج الله
تعالى كذلك من وقت وفاة آدم ع إلى وقت ظهور إبراهيم ع أوصياء مستعلنين و مستخفين
فلما كان وقت كون إبراهيم ع ستر الله شخصه و أخفى ولادته لأن الإمكان في ظهور
الحجة كان متعذرا في زمانه و كان إبراهيم ع في سلطان نمرود مستترا لأمره و كان غير
مظهر نفسه و نمرود يقتل أولاد رعيته و أهل مملكته في طلبه إلى أن دلهم إبراهيم ع
على نفسه و أظهر لهم أمره بعد أن بلغت الغيبة أمدها و وجب إظهار ما أظهره للذي
أراده الله في إثبات حجته و إكمال دينه فلما كان وقت وفاة إبراهيم ع كان له أوصياء
حججا لله عز و جل في أرضه يتوارثون الوصية كذلك مستعلنين و مستخفين إلى وقت كون
موسى ع فكان فرعون يقتل أولاد بني إسرائيل في طلب موسى ع الذي قد شاع من ذكره و
خبر كونه فستر الله ولادته ثم قذفت به أمه في اليم كما أخبر الله عز و جل في
كتابه فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ[2] و كان موسى ع
في حجر فرعون يربيه و هو لا يعرفه و فرعون يقتل أولاد بني إسرائيل في طلبه ثم كان
من أمره بعد أن أظهر دعوته و دلهم على نفسه ما قد قصّه الله عز و جل في كتابه
فلمَّا كان وقت