اسم الکتاب : كامل الزيارات - ط مكتبة الصدوق المؤلف : ابن قولويه القمي الجزء : 1 صفحة : 86
استَعدُّوا لذلك
مَخافة أنْ يخرج منها عُنُق أو يَشْرَر[١]دُخانها
فيحرق أهل الأرض فيَكْبَحونها[٢]ما
دامَتْ باكية ، ويزجُرونها ويستوثِقون من أبوابها مَخافةً على أهل الأرض ، فلا
تَسْكنْ حتّى يسكن صوتُ فاطمة عليهاالسلام.
وإنّ البِحار تَكاد أنْ تَنْفَتِق[٣]فيدخل بعضها على بعض ، وما منها قَطرةٌ
إلاّ بها ملكٌ مُوَكّل ، فإذا سمع الملك صوتَها أطفأ نارها بأجْنِحَته[٤]، وحبس بعضها على بعض مخافةً على
الدُّنيا وما فيها ومَن على الأرض ، فلا تزال الملائكة مُشفِقين يبكون لبكائِها ، ويدعون
الله ويتضرَّعون إليه ، ويتضرَّع أهلُ العرش ومَن حَوله؛
وترتفع أصواتٌ مِن الملائكة بالتَّقديس
للهِ مَخافةً على أهل الأرض ، ولو أنّ صوتاً مِن أصواتهم يصل إلى الأرض لصَعِق
أهلُ الأرض وتقطّعتِ الجبال[٥]وزَلزلتِ
الأرض بأهلها.
قلت : جُعِلتُ فداك إنَّ هذا الأمر
عظيم! قال : غَيرُه أعظمُ منه ما لم تسمعه ، ثمّ قال لي : يا أبا بصير أما تحبُّ
أن تكون فيمن يُسعد فاطمة عليهاالسلام؟
فبكيت حين قالها فما قدرت على النّطق ، وما قدر ( كذا ) على كلامي من البكاء [٦]، ثمَّ قام إلى المصلّى يدعو ، فخرجت
مِن عنده على تلك الحال ، فما انتفعت بطعام وما جاءَني النَّوم ، وأصبحت صائماً
وَجِلاً[٧]حتّى
أتيته ، فلمّا رَأيته قد سكن سكنتُ ، وحمدتُ الله حيث لم تُنزل بي عُقوبة ».